تاونات تحتضر ببطء.. ركود تجاري خانق و مسؤولون فدار غفلون

الحقيقة 2430 أكتوبر 2022
تاونات تحتضر ببطء.. ركود تجاري خانق و مسؤولون فدار غفلون

عادل عزيزي


وأنت ترتشف كأس شاي بأحد مقاهي تاونات أو تناقش بائعا متجولا أو بائع “الديطاي” أو ماسح أحذية  أو تاجر بسيط أو كبير إلا و يكون عنوان الحوار ” الأزمة ”، من خلال جولتك بالمدينة تبرز هذه السمات الأبجدية لأزمة ظاهرة للعيان و أنت تنظر إلى أصحاب المحلات التجارية فتكاد تجزم أنهم لا يقومون إلا بحركة واحدة و هي تحريك أصابع اليد بحثا عن مواضيع عبر مواقع التواصل لاجتماعي التي تبحر بهم في عالم الفضاء الأزرق لنسيان الفضاء الأرضي الأسود.


وبمجرد نزولك للشارع للقيام بنزهة في أهم الأماكن التجارية يستوقفك القلب النابض لتاونات المركب التجاري، المتواجد بقلب المدينة سوق مهجور يخاف المرء من التجوال فيه نهارا فضاء مملوء بالسلع أرباب المحلات غارقين في رشف جرعات الشاي و الإبحار في عالم الفضاء الأزرق مع الهواتف المحمولة ينتظرون من يأتي، حالة من السخط و الكل يردد جملة واحدة (ما بقا ما يعجب).


الوضعية الاقتصادية مزرية بالمدينة و ركود تجاري خانق، هذا في ظل غياب حلول آنية تخرجها مما آلت إليه خلال السنوات الأخيرة… وفي مجالات أخرى كالبناء و قطاع الخدمات .. يكفي للمرء أن يلاحظ عشرات العمال بين السادسة و السابعة صباحا مصطفون في “الموقف” امام مديرية التجهيز و ما أن يعييهم الوقوف من طول الانتظار حتى تجد ما يقارب 95% منهم يعودون لمنازلهم لانعدام العمل، و هذا ما يزيد من الأزمة الخانقة التي تعيشها المدينة  في ظل غياب تشخيص محكم للركود الذي تعاني منه من طرف المسؤولين .


تجمع جل شرائح المجتمع المحلي الحالة المزرية التي بات يعيشها التجار و المهنيين في تاونات بعدما كانت منذ وقت قريب تعيش رواجًا واسعًا، مما جعلها تدخل في حالة من الركود الاقتصادي الخانق والحاد.


و للاشارة سبق أن نظم التجار بتاونات وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة، و بعد يوم كامل من الاعتصام تم الإتفاق الى عقد جلسة حوار عن ممثلين من التجار مع مسؤولي العمالة و التي من خلالها تم تقديم مجموعة من الوعود من طرف السيد الكاتب العام للعمالة السابق، و لكن تلك الوعود بقيت محبوسة في دهاليز العمالة..!


فهل فكر مسؤولونا و خصوصا المنتخبون منهم في آليات و مبادرات للتخفيف من آثار هذا الركود و الازمة التي تحيط بالمدينة و الاقليم؟


هل فكر منتخبونا في التعريف بالمؤهلات الحقيقية للإقليم و تقديم تسهيلات للراغبين في الاستثمار في المجال السياحي؟
هل حاول منتخبونا مجرد التفكير في خلق منطقة او مناطق صناعية و تقديم تسهيلات لجلب الاستثمارات؟
فهل سنرى الجهات المختصة تعجل بمشاريع تنقذ ما يمكن إنقاذه أم أننا سنكتفي بمشاهدة هجرة الساكنة نحو مدن أخرى للبحث عن لقمة عيش كريمة..؟


أسئلة و غيرها كثير سيتجاهلها المسؤولين و كل الفاعلين بالإقليم إلى أن نستفيق ذات يوم على أطلال إقليم منكوب.

الاخبار العاجلة