جماعة تاونات بين الحقيقة و الوهم..

الحقيقة 2416 فبراير 2023
جماعة تاونات بين الحقيقة و الوهم..

عادل عزيزي

لقد أسال موضوع التسيير الجماعي بمدينة تاونات في السنوات الأخيرة ، الكثير من المداد وخاصة خلال الولاية الجماعية الحالية، فبين قائل أن مكونات المجلس البلدي خيبت أمله، و بين متفائل كان ينتظر منها الأفضل ، و بين متفهم يتحسر على أن النيات الحسنة غير كافية للإصلاح ، و بين متهم يلصق كل هموم تاونات بالمجلس الحالي دون غيره ، و بين معمم يؤكد على أن مستشاريه مثلهم مثل من سبقوهم ، و بين واثق يعد بأن تاونات ستصبح في عهد هذا الحزب أو ذاك جنة الله فوق أرضه ، و بين مشكك يقسم على أن السياسيين غير قادرين عموما على التغيير ، و بين محلل يشير إلى كونهم يدينون بالولاء لمصالحهم الشخصية لاغير ، وبين داعم يمني النفس بتخطي هذه الفئة أو تلك لكل العقبات مستقبلا ، و بين متهكم يقول أن سياسيينا يفتقدون للذكاء والكفاءة وحسن النية ، و بين معارض يؤكد على أن رأس مالهم مجرد كلام وأن الفعل آخر اهتماماتهم ، وبين قائل أنه ندم على دعمه لهذا الحزب أو لذاك بدعوى أن مستشاريه أخلفوا كل وعودهم ، و بين عدمي يجمع الكل في قفة واحدة شعاره في ذلك : ( كلشي شفارة ) … إلخ


لو أن غريبا عن تاونات اطلع على كل هذا اللغط ( الإيجابي منه و السلبي ) لظن أن تاونات كلها صوتت على منتخبين شرفاء أكفاء وأن مجالسنا ضمت دائما خيرة المنتخبين .
أما الواقع فيقول بأن مدينة تاونات لم تفرز في الغالب أغلبيات متجانسة يستطيع أعضاؤها أن يسيروا وهم على قلب رجل واحد وأن يطبقوا برامجهم ووعودهم كاملة ، ناهيكم عن طينة هذه الأغلبيات والتي لم تخل من الإنتهازيين والأميين وذوي المصالح.
فكيف يطمح المواطنون إلى التغيير ويأملون الحد من الفساد واختياراتهم في أغلبها كانت غير موفقة ؟ وكيف كان بإمكان القلة من الشرفاء التي ضمتها مجالسنا أن تفرض رؤاها الإصلاحية وهي أقلية ؟ وكيف ينتظر من مجلس مهما كانت نواياه أن يصلح ما أفسدته المجالس السابقة؟ ثم كيف للأعضاء النزهاء أن يغيروا أو يصلحوا و أغلب شركائهم لا يقبلون من التغيير غير تغييرهم للأحزاب والألوان و الولاءات..


صحيح ان هؤلاء الشرفاء شاركوا في التسيير و يتحملون جزءا من المسؤولية و أسطر بالأحمر على كلمة “جزء” ، لكن الجميع واع بأن ” الوجه المشروك ما كيتغسلش ” أو لنكن متفائلين بالقول أنه من الصعب غسله جيدا …


ليس في هذا القول أي دفاع عن طرف ضد آخر وليس الغرض منه هو إعفاء هذا أو ذاك من المسؤولية فيما وقع ولا يزال يقع ، فهؤلاء المستشارين كانوا واعين بصعوبة المأمورية منذ البداية  ، الشيء الوحيد الذي يلام عليه هؤلاء هو اختيارهم غيرما مرة تزكية أناس للتسيير غير مؤهلين ، في حين كان بإمكانهم فضح المستور ومصارحة ناخبيهم وتقديم استقالاتهم بعد ذلك .


أما عن سؤال : ما هو السبيل لتحقيق التغيير و الإصلاح في تاونات؟ فإن الجواب على هذا السؤال المركز ليس في متناول أحد ، بل هو رهين برغبة سكان تاونات في التغيير و الإصلاح.. كيف ذلك ؟
فلو كان سكان تاونات يريدون التغيير فعلا لما صوتوا على نفس الوجوه بنفس العقليات و بنفس النوايا السيئة أحيانا ، و مع ذلك ينتظرون بطيبوبتهم المعهودة أن يتغير شيء في واقعهم !!!! فكيف لمن لم يغيروا ولم يصلحوا من قبل أن يفعلوا ذلك اليوم او غدا ؟


وعليه فإن المسؤول الأول و الأخير عن الوضع الراهن هم الناخبين الذين يصوتون على نماذج لا تتوفر على المؤهلات اللازمة ولا على الإرادة الكافية لكي تصلح أو تغير .
هذه ليست بدعوة الى الإرتماء في حضن جهة معينة، و لكنه تحصيل حاصل و تحليل لواقع تاونات المر .

الاخبار العاجلة