تاونات.. معلمة ثقافية مهددة بالانهيار

الحقيقة 2423 فبراير 2023
تاونات.. معلمة ثقافية مهددة بالانهيار

عادل عزيزي

رغم كونه مجرد مكان صغير تكالبت عليه عوامل الزمن، إلا أنه يقوم بعمل ضخم وعظيم، وهل هناك من عمل على وجه الأرض أفضل أو أعظم من القراءة ..، في مكان متواضع بجماعة بوهودة تقع القاعة المتعددة الاستعمال .. داخل مبنى مكون من مجموعة من القاعات من طابق واحد، ” مكتب، قاعة للإعلاميات، قاعة للمطالعة، قاعة لدروس الدعم ومكتبة”.


هنا في هذا المكان المتواضع يوجد نحو اكثر من ستة ألاف كتاب في مختلف العلوم و الفنون موجها للتلاميذ و طلاب الجامعة، قام أعضاء جمعية التعاون و التمية الاجتماعية بتجميعها على مدار أعوام على نفقتهم الخاصة، دون أن يتلقوا تبرعات من أي جمعية أو مؤسسة أو حتى رغبة في ذلك الأمر، هذا الصرح المعرفي الكبير إلى حدود سنة 2017 كان يرتاده أكثر من 700 تلميذ(ة) للقراءة و إعارة ما ينفعهم من الكتب، كما قامت بتنظيم عدة دورات في مهرجان القراءة الذي كان الأول من نوعه على مستوى المملكة، كانت تحضره ثلة من المثقفين و الكتاب و الفنانين من مستوى عال أمثال: محمد برادة، نجيب العوفي، بوشتى الحياني .. و اخرون.


لكن هذه المعلمة الثقافية الكبيرة و هذا العمل الجليل بات الآن مهدداً وتحاصره المخاطر ويمكن أن يتحول في أي وقت من الأوقات إلى مأساة كبيرة بسبب الاهمال.


في تصريح حصري للحقيقة 24 قال أحد أهرامات الثقافة بالمنطقة و قيدوم العمل الجمعوي الأستاذ مبارك الشنتوفي وهو يحمل صفة الكاتب العام بجمعية المحلية للتعاون و التنمية الاجتماعية ، ” بعد تسلم الجمعية لمقرها الجديد في شكل قاعة متعددة الاستعمال تكلف الاتحاد الأوروبي في إطار مشروع ميدا  « Meda »ببنائه بالتشارك مع المديرية الإقليمية للفلاحة،  عمالة إقليم تاونات،  جماعة بوهودة و الجمعية المحلية للتعاون و التنمية الاجتماعية، و استمرت الجمعية في النهوض بأنشطتها الثقافية و الاجتماعية، و ذلك رغم العيوب التي شابت بناية هذه القاعة، بأمل أن يتم اصلاح المقر الجديد” حسب قوله.


و في هذا الصدد قال “قامت الجمعية بمراسلة عامل الإقليم و المديرية الإقليمية للفلاحة لإخبارهم بما تتعرض له القاعة من تدهور خطير على مستوى السقف و الجدران و خصوصا مع تساقط الامطار”.


و أضاف، ” و درء لكل ما من شأنه أن يشكل تهديدا لمرتادي المكتبة، و بعد أن تم الحسم في القضية المرفوعة أمام القضاء و التي انتهت لصالح المقاول، استمرت الجمعية في مكاتبة عامل إقليم تاونات و المديرية الاقليمية للفلاحة و مجلس جماعة بوهودة، لكن مع الأسف لم تتحرك أية جهة لإصلاح المقر”.
و تجدر الإشارة أن الجمعية و منذ نشوئها ، دأبت على القيام بأنشطة ثقافية و اجتماعية بتراب جماعة بوهودة، و بعض الجماعات المجاورة لها، يستفيد منها التلاميذ بالدرجة الأولى ثم الساكنة.


لهذا يناشد الأستاذ الشنتوفي ، المسؤولين ، قصد التدخل العاجل لإنقاذ الكنز الثقافي، بسبب عامل الرطوبة وتسرب مياه الأمطار، وهو ما يعرض ألاف الكتب القيمة والمطبوعات للتلف بسبب إهمال الجهات الوصية عن حماية هذه المنارة العلمية والثقافية، التي يقصدها الطلبة الباحثين و التلاميذ ، بحثا عن مؤلفات لا تجدها إلا هناك.


كما يلتمس الأستاذ الشنتوفي   من عامل إقليم تاونات، من أجل التكفل بترميم وتأهيل هذه المكتبة بما يليق بمكانتها العلمية و رمزيتها الثقافية، التي تعد منارة علمية ذاع صيتها عبر ربوع المملكة.

الاخبار العاجلة