بقلم الأستاذ حميد طولست
وأخيرا تنبهت وزارتا الداخلية والطاقة والمعادن والماء والبيئة و إلى مخاطر بعض الممارسات الشائعة في المجتمع المغربي ، والمرتبطة بالاستعمال غير السليم لقنينيات غاز البوتان ، ونبهتا مشكورتين في بلاغ مشترك يوم الأحد 12 فبراير الجاري، إلى خطورة استعمال مستودعي وناقلي وبائعي ومستعملي لقنينات غاز البوتان ،الاستعمال غير السليم الذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى كوارث كبرى ، تتمحور مجمل مسبباتها في إطار سوء الاستخدام والممارسات غير الآمنة ،التي تدهب ضحيتها الأرواح البريئة وتصاب المنشآت والممتلكات بالأضرار المادية الجسيمة ، جراء السلوكات غير المسؤولة التي يقترفها البقالة الذين لا يخلو أي امكان يتواجد فيه الناس يومياً من تمركز بقالاتهم الموجودة غالبا بالأدوار السفلية للعمارات بكل شوارع ودروب وأزقة الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية ، حيث يخزنون بداخلها وفي أقبيتها المغلقة والناقصة التهوية ، عشرات القنينات ، دون مراعاة لأدنى شروط السلامة أو اتخاذ الحيطة والحذر لتفادي الكثير من الممارسات الخاطئة والخطيرة المتمثلة في سوء استخدام ومناولة أصحاب شاحنات نقل “قنينات غاز البوتان” أثناء التوزيع ، واستعمالهم لوسائل وأكسسوارات غير صالحة ، تغفل فيها كل الإجراءات المطلوبة للوقاية من أخطار حدوث الانفجارات والحرائق المهولة ، التي يمكن أن تتسبب فيها مادة غاز البوتان غير صالحة للتنفس والسريعة التسرب عبر الهواء الذي يكون وإياها خليطا يصل نسبة تركيز التهاب عالية فيه ، إلى درجة تكفي معه شرارة بسيطة لوقوع انفجارات تعرض حيات الناس لخطر الإحتراق والموت اختناقا.
وأمام كثرة الممارسات الخاطئة في التعامل مع لقنينات غاز البوتان ، واستعمالاتها العشوائية الخطيرة على صحة وسلامة المواطنين ، نهيب بوزارتي الداخلية والطاقة والمعادن والماء والبيئة ، ألا تكتفيا بالتنبيهات والحملات التحسيس التي قررتا القيام بها على المستوى الوطني ، وتبدأ على الفور بتعزيز مراقبة ورصد تلك الممارسات والاستعمالات الخطيرة ، وتتخذا الإجراءات الردعية الصارمة إزاء مرتكبيها ، والتي يجب أن تكون في مستوى الخطورة التي تشكلها على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، وونتمنى أن تفرض على كل المتاجرين ونقالة قنينات الغاز ، دفاتر تحملات تراعي شروط السلامة والحذر اللازمين للتعامل مع هذه المادة ، تخزينا ونقلا ومناولة واستعمالا، حفاظا على حياة المواطنين وسلامة ممتلكاتهم من تسرب الغاز المميت.