لماذا نسوق لماركة “ولد الفشوش”

الحقيقة 2420 أبريل 2017
لماذا نسوق لماركة “ولد الفشوش”

 كلنا نعلم النازلة التي من خلالها تم فتح نقاش فيسبوكي ,و بعده تداولته الصحافة ليصبح سياسي في مستوى محدود لحد الآن قابل للتطور حسب المجريات و النتائج التي نراها من فعل القيمين على تطبيق القانون من سلوك : سماه الفيسبوكيون ولد الفشوش. نحن هنا لا نناقش آسم أو نسب صاحب الفعل لأنه يبقى إنسان و مواطن مغربي غير أن ما يهمنا هو الفعل و رد الفعل, أي أن الفعل الذي قام به ذلك الشاب و الذي أجمعت كل شرائح المجتمع على أنه سلوك مشين و ذنيئ يعبر عن شيء من اللامبالات و اللامواطنة وهو مايستوقفنا عند تسمية ولد الفشوش, لماذا؟ هنا نرى و نكتشف أن صاحب الفعل بفعله يعتبر نفسه من علية القوم أصحاب المال و السلطة هم من يمتلكون القانون و من يتحكمون فيه و في من يطبقه, لأنه تمادى من إعلانه بالسكر إلى ٱرتكابه حادث سير و بعده ٱستهزاء واضح وسافر برجل السلطة الذي نعتبره القيم على تطبيق القانون من الواجب ٱحترامه و ٱحترام هيبة الدولة. ,و لكن الواقع المر إذا قام بهذا الفعل المشين شاب من الدرجة السفلى في المجتمع ,ونشر الفيديو على نطاق واسع ,كان سيحاكم الشاب بإخلال النظام العام و المس بحرمة المؤسسات ,ولكن ولد الفشوش حالة خاصة, وكان رد الفعل من القيمين على تطبيق القانون يساهم في ٱستياء كبير لأنه يعبر عن تمييز في المعاملة وتخصيص في تطبيق القانون ,حيث أن ولد الفشوش فوق القانون ,و خير دليل على ذلك هو الفيديو الذي وضعه على صفحتة. كل هذا دفع عدد كبير من النشطاء من إعطاء صفة للفاعل و للفعل أو ماركة ستكون مسجلة ولها أبعاد ٱجتماعية و سياسية ,ألا وهي ماركة “ولد الفشوش” حيث الهدف من هذا وضع إشارات في الطريق لونها أحمر مفادها خطر أو حرام أو محظور. أن تكون كولد الفشوش, ماركة تشبه الخمر موجود في كل مكان يباع و لكن المجتمع يقول عنها حرام أو إشارات المرور “قف”, هنا ستصبح ماركة ولد الفشوش مسجلة و معروفة لا يقبلها المجتمع و يرفض سلوكها و تماديها في تجاوز حدود المواطنة. إذن نحن كمجتمع مواطن نريد الإلتزام بحدود هاته المواطنة و القيم التي تحافظ على نقاء مجتمعنا, مطالبين برفض أشكال مثل ماركة ولد الفشوشة, بل مساعدة القيمين على تطبيق القانون بردع مثل هاته الظواهر, وأيضا مساعدة أصدقائنا في نشر تربية مواطنة تعتمد على ٱحترام الٱخر و تطبيق القانون إننا في مجتمع حضاري نتقاسمه جميعا. نعم أجل نعم نعيش مع بعض الظواهر النشاز لن نحاربها بقوة المال و السلطة لأننا ضعفاء في ذلك و لكن لنا الفكرة و الكلمة التي سنرسم بها معا وجميعا إننا ضد ,ولا نقبل أبدا ماركة تفسد علينا الصورة التي مع الزمن نتطلع إليها ,آلا وهي دولة الحق و القانون ,دولة المواطنة الحقة.

 اسامة الجناتي

 باحث

الاخبار العاجلة