الشعب من يصنع الديموقراطية

الحقيقة 2417 يوليو 2017
الشعب من يصنع الديموقراطية

لابد ان نتذكر في مثل هته الايام محاولة الانقلاب بتركيا، و ان نقف متأملين لنأخذ العبرة، لعلنا نتعلم لغدنا. و نحن في وطننا العربي نتطلع بجهد و نضال لان نصل لتحقيق الديموقراطية التي تضمن لنا على مستويات متعددة العزة و الكرامة لامتنا، مؤمنين ان الديموقراطة حل و حقيقة تستحق ان نناضل جميعا من اجلها، لانها اتبتت فعاليتها في الغرب المتقدم و اليوم نرى جدواها و مردوديتها في تركيا الصاعدة ، التي اريد من جهات ان تغتال تجربة ممكن ان تكون امل العالم العربي في المستقبل القريب. ولهذا يجب علينا ان نتعلم من تلك الليلة الشيئ الكثير و ان نستقراء في لحظة الانفجار مواقع الاطراف اللاعبة على الميدان لنحدد من يصنع الحدث في عالمنا الجديد المسلح بوسائل التواصل الجديدة و مواطن مؤمن بقضية الوطن و الانسانية. و نتعلم كيف ننحمي الدموقراطية لنحمي الوطن و نحمي الانسان، من جلهما نعيش في هذا العالم وطن عزيز و حر و انسان ذو كرامة و حرية.

فزاعة الجيش
في لحظة الصفر و بعد تخطيط كما جاء على لسان مسؤولين اتراك خارجي تحرك الجيش التركي بثقله في محاولة انقلاب على نظام اختاره الشعب, و توافق من اجله الساسة هناك. تحرك لينقلب على شخص و حزب, لانه ظن ان الشخص و الحزب بنهايتهما ستنتهي الديموقراطية, و ان الشخص و الحزب وحدهما من يحملان هم تتبيثها. تحرك و يحمل سلاح الشعب و دعم الخارج. هو من الشعب و يشتغل لحماية و ينفذ خطة الخارج, لينهي حلم اراده الشعب, يتدخل ليقف سدا امام ارادة ملايين من المواطنيين ارادوا الديموقراطية كحل. تحرك اذن ضد اراة الشعب و من تحرك ضد الشعب فقد خان.

ارادوا الديموقراطية لا الاشخاص.
ان الشعب اختار الديموقراطية لتداول السلطة ، و توزيع الثروة. اختارها بعيدا عن الاشخاص ، اختارها قبل ظهور اردوغان و العدالة . و بعد ان اخطأ حزب كان يحكم قبل العدالة عقابه و صوت الشعب لاردوغان . و سيفعالها غدا عندما يرى ان اردوغان اصبح ضد الديموقراطية و ضد الدولة و لا يحقق الامن و الكرامة للمواطن ، سيعاقبه كما عقاب غيره بعيدا عن تدخل جهات خارجية او تدخل مؤسسات ذات قوة في تغيره بعيدا عن ارادة الشعب ، و حتى ان رفضه شعب حماية للديموقراطية تغيره صناديق الاقتراع و الشعب او المواطن بوعيه و ايمانه بحقه و مواطنته . سيفعلها بدون قيد او شرط ليحافظ على مكانت الفعل الديموقراطي الذي اسسته ارادته لا ارادة السلاح او الغرب او االدين.

الشعب من يصنع الديموقراطية و يحميها.
نعم صوتوا على حزب العدالة في تركيا ، لانهم امنوا بمشروعه السياسي. صوتوا بدون ضغط او توجيه ، لانهم يحققون ارادتهم الفردية في اختيار من يمثلهم من يرعى مصالحم الجماعية. صوتوا تصويت سري في الصندوق الذي يعتبر سر و قلب العملية الديموقراطية. و وضعوا ارادتهم الفردية التي امنوا بها ، اذن هم الشعب من صنع الديموقراطية هناك ، بايمانه و ارادته اختار، وهو متحرر توجهه فقط كرامته و حريته و حبه لوطنه.
و عندما تحركت فزاعة الجيش لتنقلب على ما صنعوا هبوا فردى و جماعات الى جسر البصفور و في كل البقاع ليحموا ديموقراطيتهم ليس ليحموا شخص او حزب لا الشعب كما صنع الديموقراطية خرج ليحميها.
نستحضر تلك التجربة بعين المتعلم و المتلقي، لعلنا نستفيذ من الايجابي فيها و نستخلص الخلاصات التي توجه تقدم العملية الديموقراطية في العالم العربي . لعل من اهمها وجوب و ضرورة ابعاد مؤسسات الدولة عن التدافع السياسي لتحافظ على مكانتها الرمزية في المجتمع، و لا تكون في تدخلها تساند فئة على فئة فتففد الحياد و تدخل في العداء مع طرف هي في الاصل منه و له. الملاحظة الثانية هي الشعب و وعيه اهم محرك للحافظ على الديموقراطية و الدفاع عليها و منه علينا كفاعلين المسامهة في الاستثمار في الوعي السياسي و تعبئة الموارد لايصال الشعب لنقطة يستطيع فيها الاختيار لمصلحته الفردية و لمصلحة وطنه انه تحدي الاول للمدافعين على الديموقراطية في العالم العربي في السنوات المقبلة.
اسامة الجناتي
طالب باحث
+212610246887
Eljanatioussama@gmail.com

Breaking News