تعد تجارة الذهب واحدة من أهم أنواع التجارة المربحة و التي يمكن للفرد الاستثمار فيها و لكن أيضا تعد من أكثر أنواع التجارة قلقا و رهبة . لأنك عندما تريد أن تستثمر أموالك في تجارة الذهب و أن تجعله هو الملاذ الآمن لك فإنك بذلك تدخل في سياق تجارة مربحة و لكن في نفس الوقت فإنك تقف على حافة هاوية من حيث اختيار هذا النوع من النوع التجارة .
تجارة الذهب تجعل الكثيرين من المستثمرين و أيضا الأفراد يدخلون في محور القلق الشديد من ناحية عدم الأمان و الخوف الدائم على مقتنياتهم من حيث كيفية التخزين ، طريقة البيع و طريقة الشراء ، الخوف من الأسعار صعودا و هبوطا، كيفية معرفتهم لأوقات البيع، ما هو السعر المناسب للبيع .
كما أن تجارة الذهب تعد من أنواع التجارة العالية الجودة، التي تكون فيها المكاسب مرتفعة و الخسارة فادحة .
الحقيقة24 تحرت الموضوع من زوايا مختلفة و تطرقت إليه خصوصا و أننا في فصل الصيف و هو الفصل الذي يكون فيه ثمن الذهب مرتفعا نظرا لعدة عوامل .فتفاجئت في تحقيقها لكواليس مذهلة يقودها أباطرة أصحاب الأموال المعروفين بموالين الشكارة و السماسرة .
قبل الحديث عن أصحاب الشكارة لابد لنا أن نتحدث عن البائعين الصغار الذين يعتمدون على محلاتهم لكسب قوتهم اليومي أمام زخم أصحاب الفلوس و الذين يتحكمون في الأثمنة و البيع و الشراء في السوق السوداء بمباركة أحد المختبرات لتحليل المعادن النفيسة .
و بما أننا بفاس و لتنوير الرأي العام المحلي عن ما يروج في الكواليس فإنك تجد سمسارا له علاقات بمسيري مختبرات المعادن النفيسة بفاس أو خارجها و الذين لا تقتصر مهامهم في فحص الذهب و لكن أصبحوا يربطون الاتصال بمن لهم القدرة على شراء كمية مهمة من الذهب بالثمن الذي يريده “مول الفلوس” ليتحكم في السوق أو تفريق رجالاته عبر ربوع المملكة لاقتناء الذهب بعيد عن المساءلة الضريبية أو نسبة الأرباح لأنه يعمل في السوق السوداء بدون سجل تجاري أو سند قانوني .
ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل السيد حميد حسني رئيس مقاطعة جمارك فاس على علم بالأعمال التي يقوم بها سماسرة الذهب بإقليم فاس و التي لا محالة ستغرق اقتصاد الحاضرة الإدريسية ؟ و من يحمي التجار الصغار من أرباب محلات الحلي و المجوهرات بفاس إذا كانت بعض المختبرات ضد مصالحهم و مستفيدة من الأموال الطائلة التي يغذق بها أصحاب الشكارة عليهم .