*ظاهرة كلبنة المؤثمرات السياسية*

الحقيقة 2416 سبتمبر 2017
*ظاهرة كلبنة المؤثمرات السياسية*

كلبنة المؤثمرات الإقليمية آخر الظواهر السياسية، التي تدخل في الموضة السياسية التي تؤثت المشهد السياسي بالمغرب. فعدم قدرت الفاعل السياسي على ضبط المؤثمرات، نتيجة غيابه عن المنطقة، مما أدى إلى تغير في المناظلين، و تمت إزاحة كبيرة للوجوه المساندة له في الماضي القريب، و ذالك نتيجة تدافع الأجيال الصاعد دائما، و أيضا إلى أفول خطابه السياسي الذي أصبح عملية اجترار و تكرار يؤدي الى الدوخة و التقيئ. لم يعد مقبول لدى شريحة واسعة من الجيل الصاعد الذي أصبحت العولمة توجهه، و توفرت له وسائل المقارنة الحديثة و التعلم المتطور، التي تمكنه من إفراز خطاب متطور جدا نابع من خصوصيته و موقعه خطاب حر و عادل و منطقي، يواجه خطاب الكلبنة أو التكلبين، و هما لهما تفسير واحد و دافع واحد، هو أن الفاعل السياسي مؤمن بالقوة في تطبيق ديموقراطية الخاصة به، حيث أنه تم اختياره بالقوة في سنوات الظلام، و يريد أن يحافظ على نفس القاعدة في عصر النور. هناا نخلص لواقع عدم قدرة الفاعل السياسي التخلص من نظرية الآمر و المأمور، التي تحركها قوة الضغط العصا أو البلطجة أو الكلبنة، إن على المستوى المادي او الميداني، أو ما نراه على المستوى الخطاب الكلبي البلطجي الذي نحدده عن طريق غياب لأصول الخطاب السياسي الرصين المتزن.
و أسفااااه على أن نرى التهديد و التجريح السب و القذف بل الضرب في جمع لتنظيم سياسي، كيفما كان توجهه أنها كارثة. إن الاختيار السري و تطبيق الديموقراطية الداخلية و الخارجية، يوجهها الهاتف الملغوم و الكلب المسعور و العصا البلطجي المجهول و بعض الدرهيمات المسمومة، هكذا يحولون الاختيار من إطار و فاعل يساهم في تنمية الوطن، إلى جاهل و ساكن يملئ جيبه بأموال الدولة و فقراء هذا الشعب المكلوم.
إن صناعة النخب بالمغرب عرفت منذ أواخر تسعينات القرن الماضي تحول خطير على مستوى إنتاج النخب، و ذالك بانخفاض مهم على المستوى الكمي أو العددي. بل أصبحنا نفقد نخبنا التي أطرت وساهمت في تطوير الفكر و الفعل السياسي، حيث نرى انقراض لجيل ذهبي بامتياز. أيضا على المستوى النوعي لم نعد قادرين على إنتاج نخب ذات موهبة و مهارة،تفكير راقي و تنظير من طراز رفيع المستوى و هو ما أدى إلى ظهور ظاهرة تبلطيج و كلبنة الفعل السياسي.

أسامة جناتي إدريسي

الاخبار العاجلة