أصبحت الصحافة طريقة للابتزاز لأجل الحصول على المال بطرق غير شرعية ، وما يثير استغرابنا هو حدوث مثل هذا النوع من الأفعال في دولة ديمقراطية كالمملكة المغربية تقدس الحرية ، وعلى رأسها حرية الرأي و الصحافة.
لكن أخلاقيات الصحافة تحتم على كل مزاول لهذه المهنة الالتزام بمجموعة من المبادئ والأخلاق، أولا صدقية الخبر ، وثانيا حيادية الخبر ، وثالثا موضوعية الخبر، دون خضوع لسلطة المال أو نفوذ السلطة الحاكمة. تلك الأخلاق السامية هي التي تجعل الصحافة سلطة رابعة حقيقية ،وليس سلاحا عند بعض الصحفيين للانتقام تارة أو للابتزاز والارتشاء تارة أخرى كما سبق أن فعل صحفي سكير و مدمن بمدينة صفرو مع أطباء بذات المدينة مرورا لانتقاذ مهرجان حب الملوك رغم مجهودات الأطقم الساهرة على تنظيمه بمجهودات جبارة وصولا إلى مدير المستشفى الإقليمي بصفرو .فعندما لا يجد من أين يشتري قنينة خمر أو قضاء ليلة ماجنة مع عاهرة من طبقته يلجأ لكتابة مقال ضاربا عرض الحائط مبادئ الصحافة و قيمها ليبدأ في التفاوض سيرا على طريق رفقاء دربه في الميدان حيث أصبحوا مشردين حاليا”.
فأخلاقيات الصحافة عبارة عن قواعد موضوعة تعبر عن السلوك المهني المطلوب من القائمين بالعمل الصحفي الالتزام بها، وتبقى هذه الأخلاقيات عديمة الفائدة ما لم تترجم إلى واقع عملي ملموس خلال الممارسة المهنية للصحفيين.
فبعد “ه.ص ” جاء الدور على شبه الصحفي بوهندية ليحمل مشعل الابتزاز و الارتزاق حيث أعطى النموذج الرديء والساقط للصحافة ، وأساء للجسم الصحفي بعاصمة حب الملوك .
فعندما يصير الصحفي ، وسيلة للضغط على بعض الشخصيات و المسؤولين لابتزازهم و ينشر أخبار مسيئة عنهم ، فان هذا الصحفي فلم يعد يقوم برسالته النبيلة ، وإنما قد يصبح عبارة عن مجرم ونصاب يسترزق بقلمه ، وقد يسيء إلى هذه المهنة النبيلة و أيضا لزملائه الصحفيين الملتزمين بأخلاقيات المهنة.
إن مهنة الصحافة ، هي مهنة الحقيقة ، ولا شيء غير الحقيقة “الخبر مقدس والتعليق حر”،هذه هي الصحافة النزيهة الغير الانتهازية ، التي تساهم في بناء المجتمع و تكريس دولة الحقوق و الحريات.