بقلم الأستاذ حميد طولست
أكتب مقالتي هذه تضامنا مع أحد الزملاء الصحفيين الذي تعرض لحملة شرسة من أحد أعداء الصحافة الذين لا يقدرون مكانها العزيزة ، ولا يهتمون بمشاعر رجالاتها ، وحاملي أمانتها ،الذين يؤلمهم ما آل إليه حالها مع مسلسلات المهانة التي لا تعد ولا تحصى ، وقصص الإذلال وانتهاك الحرمات ، التي لا يمكن الإحاطة بها لكثرة تعدادها ، وأحداث التعدي والإهانات ، التي داست هيبتها وحطت من قدرها وجلالها ، وانتهكت كرامة رجالاتها ، لا لشيء إلا لأنهم يفضحون -أينما حلوا وارتحلوا في إطار تأدية رسالتها المتعبة والمقدسة والنبيلة – من هم فوق طائلة القانون، ويعرون بؤس عبثهم بمصالح الوطن العامة ، في كل تدخلاتهم الكثيرة التي ينقلون من خلالها الحقيقة بكل أمانة ومهنية ومصداقية ، للمواطن الذي أصبح أكثر إلحاحية في طلب المزيد من المعلومة والأخبار “الطازة” كما يقول المصريون ..
مناسبة هذا الكلام، هو ذاك الحدث الخطير الذي حمل في طياته الكثير من معاني الانتقاص من كرامة واحد من خيرة زملائنا صحفيي جهة فاس مكناس، الأستاذ عبدالله حفري ، المعروف بــ”با محمد ” مسير موقع “القلم الحر” ، الوطني الغيور والإنسان الخلوق والصحفي المقتدر الذي لا يتقن غير النضال بالكلمة الصادقة -العملة النادرة – ويتحرى الوثوق والمصداقية قبل نقلها بمهنية عالية تحافظ على أهمية الاختلاف و تحترم عقل المتلقي وتحسب كل الحساب لسلامة البلاد وأمنها، وينزهها من الكذب والافتراء خلال.انتقاذ الخطأ في عقر داره، وتسفيه الفساد في ربعه ومحرمه، وفضح النهب والسرقة في عرينها، رغبة منه في نقل صحافة مجتمعه نحو ديمقراطية أشمل، وحرية أوسع وأرحب مما هي عليه .
لا شك أن إهانة كرامة صحفي مغربي حر نزيه، غيور على الصحافة الجهوية والوطنية ، وتعرضه لأبشع الانتهاكات الماسة بالكرامة ، والتجاوزات المؤثرة في نفسيته، لهو سلوك غريب وغير مفهوم، وحدث مؤسف وغير مستساغ ، لا يخدم الجسم الصحفي المغربي ، بقدر ما يسيئ إليه ويزيد مسيرته ارباكا وتشويشا ، ويحط من خلاله من قيمة الصحافيين وينتقص من هيبة الصحافة في شموليتها ، ويثير غضب وحنق واستنكار رجال الصحافة والعاملين في مجالها وقرائها والرأي العام ، كما فعل بي حيث جعلني أقف مدهولا، أتطلع بوجع بالغ لمعرفة أسباب هذا التعدي الذي لا يعدو غير محاولة فاشلة لكسر قلم “با محمد” السيال ، وخنق بوحه المدوي ، وجعله عقيم المعنى والمبنى يسبح بتقديس الأشخاص ويرتعد من ذوي النفوذ، ويخضع لما وضعوه للصحافة رقابة الطابوهات والممنوعات والمحرمات والمعوقات والقواعد والقوانين المزاجية غير مكتوبة – التي هي أشد وقعا وثقلاً من المكتوبة- والتي لا تقاصر على القيود المنصوص عليها في قوانين النشر والمطبوعات فقظ، وإنما تشمل كل ما يخدم مصالح الطغاة والمتجبرين اعداء الصحافة الذين لا يريدون لشمس الحقيقة أن تبزغ ، حتى لا تعكس أشعتها جرائمهم وأفعالهم وكل مَن يقف وراء مسلسلات اغتيال الصحافة من ضعاف النفوس وأنصاف المثقفين والعامة الذين لا يعون خطورة وأبعاد ذلك – الذين ليس من الصعب معرفتهم – والذين يحاولون بكل الوسائل إيهام الرأي العام والصحفيين بأنه من عمل “المخزن والحكومة” .
فلا عليك “با محمد” ولا تهتم لدم حاسد إذا حسد ، فأنت كالشجرة المثمرة تغري الناس بقذفها بالحجارة ، فالسمو والعظمة تخلق حول صاحبها كميّة حسّاد فاشلين معقدين لا يعرفون التخلص من عقدهم وفشلهم، إلا بِتلفيّق الأكاذيب والإفتراءات ، ظنًّا منهم أنّه بها يحجّموا عظمته ويصدوا الناس عن تقديره و حب الناس، ويكفيك فخرا عدد محبيك على الفيسبوك الذين يقدرون أخلاقك وشخصيّتك ومواهبك ووطنيتك وعطاءاتك وإنجازاتك وتضحياتك.