بعد طول انتظار، و بعد سنتين من الفر و الكر، بين أعضاء حركة الممرضات و الممرضين من اجل المعادلة و الوزير المقال (الپروفيسور الحسين الوردي)، أصدرت السلطة الحكومية النصوص القانونية، التي تمنح التسوية الإدارية لحاملي دبلوم ممرض مجاز من الدولة بسلكيه الاول و الثاني، و ذلك بالجريدة الرسمية للمملكة بتاريخ 6 صفر 1439 الموافق ل 26 اكتوبر 2017 تحت عدد 6616.
و بهذا تكون الحكومة المغربية قد أغلقت قوس عمر طويلا، و وضعت حدا لمعاناة الممرض بالزنزانة 9، و في هذا الخصوص توجه عضو المجلس الوطني لحركة الممرضات و الممرضون و واحدا من أبرز عناصرها، على الصعيد الوطني الممرض “عماد البلوقي” بكلمة تشجيع و امتنان لكافة الاطر التمريضية عبر التراب الوطني جاء فيها :
“بلغوا التحية لأعضاء الحركة، على جميع الأصعدة (وطنيا وإقليميا ومحليا ) النقابيين والجمعويين والمستقلين منهم ، شرفاء القضية وجنود الخفاء ممن كلفوا أنفسهم في تحمل المسؤولية للدفاع عن مطلبنا العادل والمشروع، والذي بفضله تم تنزيله اليوم في الجريدة الرسمية، رغم ما يحمله من نقصان، هنيئا لنا ولكم/لكن جميعا، يا من تكبد عناء السفر في ليالي الجو الماطر والبرد القاسي من شمال وجنوب المملكة، يا من تحمل سطوع الشمس الحارقة في شوارع العاصمة، واعتصم أمام المندوبية والمديرية والولاية الجهوية، يا من تنقلوا عبر الأقسام و المراكز والمستوصفات الحضرية والقروية، لتحفيز الأطر التمريضية على الانضمام إلى المعركة، يا من ساهموا وجادوا بأرواحهم وصحتهم و أموالهم من أجل الرقي بالمهنة، يا من سقطوا وفشلوا ونهضوا من جديد لمواصلة الدرب، رغم كل المحاولات البائسة واليائسة والفاشلة التي نهجتها الوزارة، وخدامها وأتباعها لنسف هذا الحراك التمريضي المنبثق من ضمائر الشابات و الشباب التواقون للتغيير والنهوض بمنظومة مهترئة يتم تهميشها عمدا من أجل الخوصصة، تحية للممرضات والممرضين القدماء ممن كانوا سندا لنا في الكثير من المحطات النضالية، ( وهم محسوبين على رؤوس الأصابع )، تحية للأطفال الصغار الذين رفعوا شارة النصر مع آبائهم وأمهاتهم في المسيرات الوطنية، تحية لكل من كان يتوق للحضور مع إخوانه وأخواته في المعركة، ولم يسعفه الحظ ، تحية للأطر التمريضية التي تعمل وتضحي بكل ما أوتيَ لها من طاقة في الجبال والقرى البعيدة، في غياب أبسط شروط العيش والعمل في فك العزلة على مواطنين منسيين وهو نفسه معزول، تحية لمن لازالوا مرابطين مكافحين في مستوصافات ومراكز صحية مهددة بالسقوط والانهيار، تحية للموظف الذي يعمل ممرضا وطبيبا في النهار وحارسا في الليل ..لكم مني ألف تحية أيها الأشاوس، تستحقون أكثر مما تملكون اليوم .
فهنيئا لكافة الاطر التمريضية، التي ضحت و مازالت باغلى ما تملك، من اجل راحة و صحة المواطن بالمستشفيات و المراكز الصحية المغربية، و لا ننسى دورها المحوري في القضاء على الأمراض الفتاكة (الكوليرا، الليشمانيا، الپاليديزم، البيلهارسيا…)، على امتداد الحواظر و القرى و المداشر و الجبال و الصحاري … و الى معركة أخرى”.