بقلم الأستاذ علي أبو رابعة
إنهم ماهرون جدا ..فى تسيس أمورهم ،لا فى تسيس مصالح شعوبهم ..فأى وسيلة وأى حيلة أو حنكة تستخدم لا لصالح أوطانهم بل لغرض ما شخصى -قد يكون الحفاظ على العرش- .
مجموعة الكلمات وحروفها ،وتلك الشعارات وعباراتها، وتلك الأغانى وسيمفونياتها ، وطريقة إلقاء الخطبة وترانيمها ،تلك عوامل تلعب على الجانب البديهى اللارادى العاطفى لدى اى فرد فى أى شعب ..حيث أن العقل كسول، لا يحب التفكير بطبيعته ..فالاستسهال خياره الدائم للاستمرار فى كسله وخموله .
هذه ليست سياسة ..فالسياسة خاصة برعاية شؤون الشعب ،والحفاظ على أرض الوطن ،وذلك باستخدام نظام ادارى جيد وكفء ،وذلك النظام الجيد الكفء يدعى بالسياسة
،فالسياسة للفلسفة فرع ،وتعنى تسيير أمور العامة.
لكن ما يتم استخدامه من طرق ديماغوجية أو ميكافيلية او نظريات التأسيس والأطر وتأثيرات الهالة ،وغش وخداع وخباثة من اجل تزوير الحقائق وتعتيم وعدم الشفافية ،واللعب بالورق والحجر ..فهذه أمور لا علاقة لها بالسياسة ولا فروعها ..هذه امور يلعب بها الساسة الكبار ووسائل الاعلام من اجل تحقيق مصالح خاصة للنظام الحاكم كله …لا من اجل مصالح الشعب …فلو كانت لصالح الشعب كانت نوعا من انواع السياسة .
لذلك أشك فى أن “السياسة نجاسة ” حديثا للنبى -صلى عليه الله وسلم – ؛لأن النبى ليس بجاهل ،يا سيدى ..لأنه لا ينطق عن الهوى !
هل السياسة نجاسة ؟! ..لا أظن !