عرفت كافة اقاليم المملكة اليوم الثلاثاء 14 نونبر 2017 وقفات احتجاجية موحدة في الزمن، و ذلك كشكل احتجاجي على الظروف المحفوفة بالمخاطر، التي في ظلها يتكلف الممرضون و الممرضات بتأمين نقل المرضى عبر سيارات الإسعاف، بين مختلف مستشفيات وزارة الصحة.
و كان آخر ضحايا هذه الظروف الممرضة المرحومة المسماة قيد حياتها “السعدية جيدور”، التي وافتها المنية اثر انقلاب سيارة إسعاف كانت المرحومة متواجدة بها، و هي بصدد نقل مريضة عبرها بإقليم الجديدة، حيث نجت المريضة و السائق فيما توفيت الممرضة (الام لاطفال أصبحوا ايتام بين عشية وضحاها).
و على إثر هذه الفاجعة، و بعد تقديم العزاء لعائلة الممرضة، استنكرت حركة الممرضات و الممرضين الظروف الخطيرة التي تؤثث النقل الطبي للمرضى عبر سيارات الإسعاف العمومية، حيث تداول ممرضات و ممرضو القطاع العام هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي “لا للقتل باسم الواجب المهني”.
و يقول الممرض رفيق خليل بهذا الخصوص، إن النقل الطبي بالمغرب يعتبر من النقط السوداء التي وجب الإسراع للوقوف عليها، و تتعلق اولا بأسطول سيارات الإسعاف المتهالك، و الذي يفتقد لابسط شروط سلامة النقل العادي، فما بالك بنقل مريض حيث غالبا ما تنعدم ادوات الانعاش داخل هذه السيارات؛ بل الأسوأ من ذلك، أن بعض سيارات الإسعاف الموضوعة رهن إشارة المواطنين و مهنيي الصحة بالعالم القروي من طرف بعض الجماعات المحلية عبارة عن سيارات عادية، لا تتوفر على أية آليات طبية.
و أردف خليل، أن النقل الطبي يتم تأمينه بممرض أو ممرضة في خرق سافر لحقوق المريض كما هو معمول به دوليا، حيث يتولى هذه المهمة فريق طبي يتكون على الأقل من طبيب الانعاش و ممرض،
كما أضاف متحدث جريدة الحقيقة 24، أن الممرضين المرافقين للمرضى عبر أسطول الموت، يقومون بعملية نقل المريض فيما يعرضون أنفسهم لخطر الموت في أية لحظة، لان السائق يقود السيارة و هو مثبت بأحزمة السلامة، و كذلك المريض يكون مثبتا على الناقلة بأحزمة الامان، فيما الممرض يتنقل الى جانب المريض دون أية وسيلة حماية، و دون أية أحزمة (وهي مخالفة مرورية في الاصل)، مما يسبب في وفاة العديد من الاطر الطبية و إصابة أخرى بعاهات مستديمة بعد انقلاب سيارات الإسعاف، و كان آخرها وفاة المرحوم “محمد ازيرار” (ممرض التخدير و الانعاش) و الممرضة “ايمان ابلوش” (قابلة)، و انضافت الضحية الثالثة الأسبوع الفارط الممرضة “السعدية جيدور” رحمهم الله جميعا، فيما الممرضة “هند تيدارين” مازالت طريحة الفراش منذ مارس 2016، حيث اصيبت بكسر على مستوى العمود الفقري تسبب لها في شلل الأطراف السفلى، بعد انقلاب سيارة إسعاف بضواحي اقليم بولمان لما كانت الضحية رفقة طاقم طبي، بصدد تدخل لفك العزلة عن دواوير تحت حصار الثلوج.
و أضاف خليل رفيق، أن إشكالية النقل الطبي أصبحت أولوية الأولويات من أجل وقف نزيف وفيات الممرضين و المرضى على حد سواء، و ذلك بتوفير كافة الإمكانيات اللوجستيكية و تجديد أسطول النقل، و توفير فريق طبي متكامل قادر على تأمين حياة المرضى من مؤسسة صحية لاخرى أو من مدينة إلى أخرى.
تجدر الإشارة، إلى أن الوقفات الإقليمية عبر ربوع الوطن لهذا اليوم، جاءت كمحطة احتجاجية مسطرة بالبيان الوطني الاخير لحركة الممرضات و الممرضين، من اجل المعادلة، و هو البيان نفسه الذي أنهى عهد الحركة من اجل المعادلة، بعد تحقيق مطلبها و فتح الباب أمام الإطار الجديد تحت عنوان: “حركة الممرضين و تقنيي الصحة بالمغرب”، بعدما تم الاتفاق باجتماع المجلس الوطني الاخير بالرباط على توسيع الملف المطلبي، حيث من المنتظر أن يصدر في القريب العاجل اول بيان للحركة الجديدة بمطالب أخرى، لا تقل أهمية عن المعادلة الادارية و العلمية كقانون يحدد مهام كل تخصص تمريضي على حدة، و ايضا مطلب مراجعة نظام التعويضات عن الاخطار و الحراسة و الإلزامية، و إرساء هيئة وطنية خاصة بالممرضين المغاربة.