كان جمهور مهرجان “دار الفن الدولي للمسرح وفنون الفرجة” (من 24 إلى 26 نونبر 2017)، على موعد مع فقرة مهمة في المهرجان تم فيها تقديم كتاب: “عتبات ومحطات: كتابات في مسار حياة” للفنان “محمد التسولي”، وهو عبارة عن سيرة ذاتية لمسار الفنان منذ ولادته بمدينة تازة سنة 1940.
وقال “محمد الحبابي” صديق الفنان خلال تقديم الكتاب، بأن الفنان “محمد التسولي” وهي من الطرائف النادرة التي وقع فيها، تعرض لاستنطاق لحوالي ساعة وربع في مخفر الشرطة بمكتب 32 بمصلحة الاستعلامات العامة بالمعاريف بالدار البيضاء، مباشرة بعد انتهائه من تقديم مسرحية “الباب الشرقي”، ورغم محاولة محاصرته بمجموعة من الأسئلة مثل: ما معنى الباب الشرقي؟ ماذا تقصد بهذا القول؟ كان جوابه هو أنها دولة مشرقية عربية أي دولة فلسطين، ووجه إليه سؤال آخر من قبل شرطي حول تستره وراء عنوان المسرحية واستخدامه بشكل رمزي، فكان جوابه بشكل عصبي هي مسرحية ذات طابع رمزي تتخللها التعبيرية من أجل التواصل مع المتلقي وأشك أنكم أولتهم العرض في غير محله، وأفرج عنه مباشرة بعد استكمال الاستنطاق.
وقال “محمد التسولي” في تفاعله بأنه خجول في الحياة لكن فوق الخشبة عنيف جدا لتهييئ العرض، وأضاف حول كتابه بأنه عمل بعد 60 سنة من الممارسة المسرحية على تدوين سيرة حياته الفنية بعد أن شاهد وعاين الحركة المسرحية منذ سنة 1950، وكان من بين الرواد الأوائل في تأسيس هذه الحركة، وبعد وقوفه كذلك على وجود تقصير في تدوين الذاكرة المسرحية المغربية مع العلم يضيف أنها تزخر بالمذاهب والمدارس التي كانوا يشتغلون بها في عهد مسرح الهواة.
وقام بتقسيم الكتاب إلى 10 فصول وكل فصل يضم ما بين ثلاث وعشر محطات عبارة عن وقائع وأحداث عايشها فنيا وسياسيا واجتماعيا، كما يحكي الكتاب عن حياة الطفل محمد التسولي وجزء من فترة الاستعمار، واللافت في الكتاب يقول هو مساره الفني والابداعي منذ بدايته في التمثيل مع استحضار مشاهد ابداعية مختلفة على يد مثقفين ومبدعين ساهموا في الفترة الذهبية للمسرح، مؤكدا أن المسرح يظل فنا نبيلا لكنه لا يخلوا من مناورات ودسائس ومكائد.