شهدت قاعة العروض عمر أبدرار، التابعة للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم، بعد زوال يوم الأربعاء 29 نونبر 2017، مداخلة في موضوع “لوحة القيادة في التدبير التربوي”؛ قدمها السيد موحى أيت علي مدير الثانوية الإعدادية الحسن الأول بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي إفني.
حضر هذا الحدث الدكتور عبد الجليل شوقي مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين ومساعده السيد توفيق التهامي، والأستاذ رشيد نجيب منسق مسلك الإدارة التربوية بالمركز، إلى جانب الطاقمين التأطيري والإداري للمركز، بالإضافة إلى الأطر الإدارية المتدربة بمسلك الادارة التربوية للموسم التكويني الحالي.
وفي معرض كلمته بهذه المناسبة، رحب الأستاذ عبد الجليل شوقي مدير المركز بالحاضرين، وشكر الأستاذ موحى أيت علي على استجابته لدعوة تعاونية المركز وإسهامه في السيرورة التكوينية للأطر الإدارية المتدربة، معتبرا أن مثل هذه المبادرات مساحة مهمة لتبادل التجارب والخبرات المهنية، مضيفا أن سياق تنظيم هذا النشاط الإشعاعي يأتي لتعزيز التدبير الميداني وتخليقه، ويوازي التكوين الذي يتلقاه المتدربون في إطار مجزوءات المسلك. وأكد الأستاذ شوقي على مسؤولية المركز ومختلف الفعاليات الشريكة له في تكوين جيل جديد من المدبرين ذوو كفاءات عالية في القيادة التربوية، داعيا الجميع إلى تظافر الجهود وترجيح الوعي الجمعي لإنجاح مسلك الإدارة التربوية بالقدر الكافي وبالشكل الذي يستحقه وفق دفتر التحملات الذي يؤطره.
من جهته رحب الأستاذ عبد السلام مطيع، رئيس تعاونية المركز وإطار إداري متدرب بالمسلك المذكور، بالأستاذ أيت علي، وشكر إدارة المركز على توفير جميع الظروف الملائمة للحدث، والسيد منسق المسلك ومن خلاله أطر التكوين، وكذا الأطر الإدارية المتدربة بالمركز وباقي الحاضرين.
واستهل الأستاذ أيت علي مداخلته بالتعبير عن فرحته بتقاسم تجربته المهنية والتربوية مع زملائه، ليباشر بعد ذلك تقديم نبذة عن التطور التاريخي لمصطلح “لوحة القيادة” منذ ظهوره سنة 1930، واستند في تدقيق معناه الاصطلاحي على مقاربة كل من نوربير غيدج Norbert Guedj وميشيل جيرفي Michel Gervais وجون ريشار سالزر Jean Richard Sulzer ، ليخلص إلى أنها مجموعة من المؤشرات الإعلامية ونظام معلومات أساسية بالنسبة للمدبر، تساعده على الكشف عن الاختلالات الحاصلة واتخاذ القرارات التوجيهية لبلوغ الأهداف المسطرة ضمن استراتيجية شمولية.
في هذا الصدد ميز المتحدث بين عدة أنواع من ألواح القيادة تبعا لطبيعة المسؤوليات التي تضطلع بها المؤسسة التعليمية؛ من ثم نجد لوحة قيادة الاستغلال الوظيفية، تتفرع منها لوحة القيادة المالية والاجتماعية والتقنية. كما نجد لوحة قيادة التسيير والتي تعتبر “حصيلة تفاعل مختلف الأنواع السابقة اذ تحتوي مؤشرات ومعلومات […] هدفها متابعة النتائج ومراقبة التنفيذ” حسب ذات المتحدث. واسترسل موجزا أهداف ووظائف هذه الآلية التدبيرية في الرقابة والمقارنة، حيث تقوم بمقارنة الأهداف المعيارية المسطرة سابقا مع النتائج المحصل عليها وتصويب الانحرافات، كما تعد أداة حوار وتشاور وتحفيز من حيث كونها سند انطلاق مناقشة النتائج بموضوعية مع مختلف أطراف العملية التربوية، وبالتالي توحيد الرؤية على مستوى المؤسسة التعليمية؛ ومن خلال معالجته الشمولية للموضوع تبين للحاضرين أن لوحة القيادة مكون أساسي في التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة التربوية وآلية من آليات اتخاذ القرار السليم والمحصن.
وفي هذا المنحى أكد الأستاذ المحاضر على أهميتها كأداة لتنزيل البرامج والمشاريع التربوية في إشارة منه إلى مقاربة “مشروع المؤسسة” التي تشتغل بها المؤسسات التعليمية بالمملكة، وكذا المشاريع المندمجة للرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015- 2030، وارتكن إلى خبرته وتجربته المهنيتين في الميدانين التربوي والإداري لإبراز مجالات توظيف هذه الأداة ومراحل إعدادها من خلال مجموعة من الأمثلة التي استعرضها، والوثائق المساعدة التي ناولها للحاضرين من أجل الاستئناس بها في ممارستهم التدبيرية.
في الأخير فتح مجال النقاش مع الأطر الإدارية المتدربة من أجل طرح بعض التساؤلات وتدقيق بعض المفاهيم، الشيء الذي سمح بتقوية الرابط بين الممارسة التدبيرية الميدانية والمعلومات النظرية في علوم الإدارة التي تستفيد منها الأطر الإدارية المتدربة من خلال مجزوءات التكوين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بكلميم.
في ذات المناسبة، قامت تعاونية المركز بتكريم الأستاذ توفيق التهامي وأهدته تذكار شكر وعرفان لخدماته الجليلة في التدبير والتأطيرين التربوي والإداري. كما سلمت شهادة تقديرية للسيد موحى أيت علي عربون شكر وتقدير.
يذكر أن الأستاذ موحى أيت علي حاصل على الإجازة في اللغة والآداب الإسبانيين، وشهادة الأهلية في تدريس اللغة الإسبانية بالمدرسة العليا للأساتذة. مارس مهمة التدريس في عدة مؤسسات تعليمية كما أشتغل مديرا لعدة مؤسسات ثانوية اعدادية وتأهيلية. كما أطر عدة دورات تكوينية في مجال تكنولوجيا المعلومات والتواصل والتنشيط التربوي والتدبير الإداري. له مشاركات في تظاهرات وندوات وحاصل على عدة جوائز منها جائزة كارثا لوركا الوطنية لمعرفة اللغة والثقافة الاسبانيتين.
ذ. عبد اللطيف حسيني