إهتز الوضع المغربي مند بداية سنة 2017 على مجموعة من المتغيرات في الوضع الإجتماعي والعقلي لساكنة البلاد فقد سجل هذا العام أرقام كارثية فيما يخص مجال حقوق الإنسان والحريات العامة فاتحا بذلك الباب بمصراعيه حول واقع الإنسان المغربي والجمود الذي كان حاصلا في ساكنة المملكة المغربية.
فكانت الشرارات الأولى للحراك الشعبي الذي جاء كتراكمات كمية الإستهتار للحكومة من الأوضاع المعيشية المتردية وإرتفاع نسب الفقر والبطالة في صفوف الشباب إضافة إلى إرتفاع المحسوبية وإهدار المال العام وإستشراء الفساد الذي بدأ ينخر مؤسسات الدولة ويضعفها، فإنطلقت أحداث الحسيمة مباشرة عقب وفاة محسن فكري شهيد لقمة العيش في 28 أكتوبر 2016 والتي لم تجد لها أيادي المسؤولين إلى يومنا هدا حلا للإخمادها، ومع توالي الأحداث الدالة عن ضعف الرؤى السياسية والتنموية للبلاد إنفجرت في وجه حكومة البيجيدي أزمة العطش بزاكورة جنوب شرق المملكة في أكتوبر 2017 والتي خرج خلالها سكان زاكورة مطالبين بتسوية وضعيتهم المائية بعدما لم يعد بمقدور المكتب الوطني للماء سد حاجياتهم من الماء وهو ما أبان عن قسور في خارطة الماء بالمغرب وأبان عن فشل في المخططات الوطنية إزاء تقسيم الثروة المائية للبلاد فكان ضحية هاته السياسات مايقارب 30 شخصا ما أنهك معه كثف الحكومة التي أصبحت متابعة من طرف الهيئات الدولية من أجل إيجاد حلول كفيلة بضمان حقوق الساكنة الزاكورية في الحق في الماء.
لم تسلم جرة من يتولى تسيير شؤون البلاد من أزمة العطش بزاكورة حتى صاروا مطالبين بإيجاد تفسيرات واضحة لأحداث الصويرة أو “أزمة الدقيق” حيث سقطت زهاء 17 إمرأة من أجل لقمة العيش فما كان من المجلس الأعلى للحسابات سوى فتح تحقيقات ذهبت أدراج الرياح كما ذهبت فاجعة طنطان والحسيمة وزاكورة وغيرها….
سنة لم يكتب لها الإنتهاء دون أن تكون شاهدا على أحداث الفحم بجرادة الواقعة بالجهة الشرقية للمملكة والقريبة من وجدة والمطلة على الحدود الجزائرية والتي إهتزت هي الأخرى على وقع إنهيار حفرة لإستخراج الفحم فوق رؤس شابين نخرت البطالة عظامهم فأبوا إلى أن يدخلا قبورا وهم أحياء، من أجل دراهم معدودات تقيهم شر قساوة العيش بعدما أغلقت مناجم فحم المغرب أبوابها أواخر التسعينيات مسببة بذلك ركودا إقتصاديا للمنطقة.
ومعه تكون سنة 2017 أحد أفجع السنوات التي مرت على الحكومات المتعاقبة في حكم المغرب وتعد بذلك سنة كئيبة مليئة بالأحداث الإجتماعية التي زادت في تقليص الهوة بين الحاكم و المحكوم، في بلاد لطالما كثرت بها المتناقضات والفواجع.
هشام الفغير