قرر المركز الإستشفائي الجامعي “الحسن الثاني” بمدينة فاس، و”مؤسسة ليلى”، توحيد جهودهما من أجل إنشاء مركز لجراحة القلب والشرايين للأطفال.
وفي هذا السياق، تم توقيع اتفاقية شراكة، يوم الجمعة الماضي، بين المركز الإستشفائي الجامعي و”مؤسسة ليلى”، والتي تعمل من أجل الدعم الإجتماعي للأطفال المصابين بأمراض قلبية خلقية، وإنشاء وترميم مؤسسات الرعاية الصحية المتخصصة في توفير العلاج الجراحي وغير الجراحي للمرضى الذين يعانون من أمراض القلب.
وتأتي فكرة إنشاء هذه المؤسسة، الرامية لتصبح أول مركز متميز على المستوى الوطني في مجال جراحة القلب والشرايين لدى الأطفال، في ظل انعدام أي هيكل عمومي، حتى اليوم، متخصص في جراحة القلب والشرايين لدى الأطفال.
وعلى الرغم من إنشاء وحدة وظيفية لجراحة القلب والشرايين لدى الأطفال، خلال عام 2010، بمستشفى “الام والطفل” بالمركز الإستشفائي الجامعي “الحسن الثاني” بمدينة فاس، إلا أنها لا تستوعب أكثر من 30 في المائة فقط من الحالات الجراحية.
ومن المتوقع أن يؤدي إنشاء هذا المركز، وفقا للطرفين، إلى الخفض من عدد الوفيات بشكل كبير، والذي يصل إلى 231 طفل كل سنة بجهة فاس مكناس.
ويهدف إنشاء هذه المؤسسة، التي من المتوقع أن تتوفر على سعة سريرية تصل إلى 70 سريرا (120 باحتساب المقاعد المخصصة للتخدير والمستعجلات)، إلى القيام بـ500 حتى 600 تدخل و 4000 فحص كل سنة، بالإضافة إلى تشجيع البحث في جراحة القلب لدى الأطفال و إيواء أسر المرضى الخاضعين لعمليات جراحية.
وتشير الأرقام المسجلة حاليا، حسب مسؤولي المركز الإستشفائي الجامعي، وعلى الرغم من الجهود المبذولة، إلى الأهمية المتزايدة لإنشاء مركز لجراحة القلب والشرايين لدى الأطفال ( 2.243 فحص طبي على القلب لدى الأطفال سنويا، 1.857 فحص لتخطيط القلب، 248 حالة مرضية في القلب لدى الأطفال، و 105 مريضا يخضعون لجراحة القلب).
وإلى جانب إنشاء هذا المركز، تهدف اتفاقية الشراكة الموقعة بين المركز الاستشفائي الجامعي “الحسن الثاني” و”مؤسسة ليلى”، والتي تمتد لثلاث سنوات قابلة للتجديد، إلى تنظيم تظاهرات إنسانية (بتنظيم مشترك مع البعثات الجراحية المحلية)، وتكوين مهنيين في الصحة ودعم برامج الأبحاث التي بدأها المركز في أمراض القلب وجراحة القلب لدى الأطفال.