انتابت حالة من الصدمة مواطنين بحي رياض العروس بمراكش ظهر يومه الثلاثاء 7 غشت الحالي، بعد مشاهدة متشرد يبدو انه مختل عقلي، وهو يتجول شبه عاري على شاكلة الانسان البدائي تحت اشعة الشمس الحارقة.
وعبر مواطن في اتصال بالحقيقة24 عن عميق اسفه للمنظر المحزن للمتشرد الذي التهمت اشعة الشمس جلده بشكل واضح، متسائلا عن دور الجهات المعنية و السلطات.
وكتب المواطن المراكشي تعليقا على الصورة التي ارسلها عبر بريد الحقيقة24 :
“الساعة 12و15د من اليوم السابع من شهر غشت لسنة 2018 ،والمكان ساحة رياض العروس،مراكش وهو موقع استراتيجي، ونقطة حساسة.منه يقرر مستعمل الطريق راجلا كان أو راكبا الوجهة التي يرغب التوجه اليها، إما التفرع إلى باقي مختلف أحياء المدينة العتيقة، أو إلى المدينة الحديثة “جيليز”.
كالمعتاد، وفي نفس اليوم ،أخدت مكاني لاتناول فنجان من القهوة (نص نص) وبينما كنت منهمكا في تحريك قهوتي بعد وضع قطعتين من السكر بعدها سرقت نظرة استطلاعية حول ما يجري امامي،فكانت الصدمة.
تحت أشعة شمس حارقة ،يمر جسد بشري اتخذته أشعتها هدفا لها لدرجة لم تعد قادرة على اختراقه لمواصلة امتداد شعاعها في الفضاء الجوي.
توقفت عن الحركة في الحين فنهضت مسرعا وراء هذا الشخص في محاولة التقاط صورة رغم أن ما كنت أقوم به أغضب بعض الاشخاص كانو يجلسون بمدخل محل تجاري (بازار) يتواجد بعين المكان اللذين عاينو لحظة تصويب كاميرا هاتفي( النقال) فهو بالفعل نقال لأنه ينقل الحدث.
بلهجة مراكشية أصيلة استلقطتها دبابات أذني” أهيا أش تدير” علمت أن الأمر يتعلق بي. توجهت نحوهم ، وعلامات الغضب كانت تكسو وجوههم .” ماشي حشومة عليك،بيتي تشوه بالسيد” لكن عندما علمو بهدف أخد الصورة والغاية من ذلك،تفهمو الوضع وانتهى الأمر هنا.
استأنفت جلوسي من جديد رغم أني لم أعد استمتع في شرب قهوتي كالمعتاد، واكتفيت بتدخين سجارة تلو الاخرى. أسئلة عديدة بدأت تتقاطر على ذهني يصعب فك لغزها: من هو هذا الشخص يا ترى؟ هل لديه عائلة أو اقارب؟ هل كانت له وظيفة؟ ربما كان رجل سياسة أو قاضيا أو قائد أو برلماني أو رجل امن أو…..فمثل هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكون سرا ورائهم.
.لا يهمنا ماذا كان قبل اكتر ما يهمنا على ماهو عليه الآن ونحن في بلد لا ينقصه خيرا.عندما تشاهد مثل هذه الحالات فإنك تفقد الثقة في مجتمعك وحتى في حكومتك، فكيف تحب وطنك وطنك استغنى عنك ووضعك في حاوية الازبال.
هذه أمور تجعلك تشعر بالإحباط وفقدان الأمل والسير إلى الأمام إن لم يكن أفراد الشعب يد واحدة ،جسد واحد، وكلمة واحدة،خصوصا أننا نحن في بلد إسلامي الذي من الواجب علينا الالتزام بالمبادئ الإنسانية أولا حسب الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الانسان والحريات، ثم الدينية كما هو معمول به في باقي الدول.
الغريب في الأمر هو عندما تقوم بزيارة للمؤسسات الخيرية لن تجد إلا المدير وبعض المستخدمين! أين النزلاء؟هل سويت وضعيتهم؟ أم تم تصفيتهم أو تم ترحيلهم لمدينة اخرى؟ وأين تذهب أموال المتبرعين المسلمين والغير المسلمين؟ فإذا كان وجود مثل هذه المؤسسات كعدم وجودها،فمن الأفضل إغلاق أبوابها وتحويلها على الأقل إلى مستشفيات تكون في خدمة المتشرد والغير المتشرد”.
وختم المواطن المصدوم كلامه قائلا: “لا أقصد بكلامي المطالبة بفتح تحقيق في هذه الأمور بل تدخل الجهات المسؤولة لإيجاد حل عاجل قبل أن نصبح أضحوكة أمام العالم”.