تعرف جل الشوارع الرئيسية وسط مدينة فاس ظاهرة احتلال الملك العمومي، حيث تسطو العديد من المقاهي والمحلات التجارية على الرصيف المخصص للراجلين، وتستغله بدون وجه حق ، تاركة المارة يسيرون في الشوارع الرئيسية ، عرضة لأخطار الطريق ، وهدفا سهلا لحوادث السير. وسط استياء عارم من طرف مستعملي الطريق ، سواء المارة أو السائقين الذين يضطرون إلى الحذر الشديد عند اجتيازهم للطريق..
امر الاحتلال العمومي جعل عدسة الحقيقة24 تقوم بجولة بكل من شارع الشفشاوني على مستوى مسجد تونس و الأطلس و محيط مسجد التجموعتي و على طول شارع لالة مريم و شوارع أخرى… لنقف على مدى حرص باشا أكدال على احترام الملك العمومي و ترك أصحاب الشكارة ينخرون في أمتار الجماعة بدون وجه حق تاركين المارة ينزلون إلى الطرقات آباء كانوا أو أمهات رفقة أبنائهن الصغار .
فعلى طول شارع للامريم بين ساحة فلورانس و مسجد التجموعتي تجد محلات و مطاعم و مقاهي لم تكتفي بطيراساتها لتخرج إلى الأرصفة ، في استغلال بشع للملك العمومي، فهل عيون السيد الباشا لمحتهم، أم ان رائحة الدجاج المشوي توقف حاسة البصر؟
لماذا الحكرة على التاجر الدرويش البسيط ؟ الذي يكسب قوت يومه بالحلال لساعات معدودات عندما يقصد محيط مسجد التجموعتي لعرض سلعته و يتم التغاضي على أصحاب المقاهي و المطاعم الذين لا يحترمون أمتارهم القانونية و ساعات العمل .
فعلى السيد باشا المنطقة الحضرية الثانية أكدال أن يستفيق من سباته العميق و أن يشن حملة واسعة لا ينبطح فيها لأصحاب اللعاقة و الكرمومة و أن يقوم بواجبه كمسؤول و ينزل إلى الشارع و يطبق خطابات جلالة الملك و من هنا وجب علينا استحضار خطاب جلالته بمناسبة الذكرى 18 لعيد العرش المجيد حيث قال بالحرف الواحد :
أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول ، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون بانه ليس له ضمير .
ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله، والوطن، والملك، ولا يقومون بواجبهم؟ ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه؟