بعد أن تعالت أصوات التنديد والاستنكار، وتحركت مختلف جمعيات المجتمع المدني للاحتجاج والاستنكار لما أسموه غياب الأمن ببعض الأحياء بمدينة فاس و إيصال صوتهم إلى قبة البرلمان عن طريق النائبة البرلمانية التجمعية “وفاء البقالي” واستفحال ظاهرة الإجرام بمختلف تجلياتها، بادرت مصالح الأمن التابعة لولاية أمن فاس، بتعليمات من السيد عبد اللطيف الحموشي المدير العام لمديرية الأمن الوطني، إلى شن حملة واسعة النطاق بمختلف الأحياء التي تدخل في خانة النقط السوداء بقيادة السيد عبد الإله السعيد والي ولاية أمن فاس .
الحملة الأمنية التي باشرتها مختلف مصالح ولاية أمن فاس تحت الإشراف المباشر لوالي الأمن السيد عبد الإله السعيد، والتي انطلقت منذ نهاية الشهر المنصرم ، وواكبها بشكل مباشر وعملي نائب والي الأمن و رئيس القيادة العليا للهيئة الحضرية بحضور مسؤولين في الجهاز وفرقة الصقور والدراجين، بمجموعة من أحياء مدينة فاس التي تعد نقطا سوداء وملاذا للمجرمين وذوي السوابق، أسفرت عن اعتقال العشرات من المبحوث عنهم في عدد من القضايا ذات الصلة بالاعتداءات باستعمال السلاح الأبيض، والاتجار في الممنوعات، ومحاربة النقل السري وغيرها، وآخرون متلبسون في قضايا المخدرات والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض وغيرها، وقد أحيلوا جميعهم على العدالة كل حسب التهم الموجهة إليه سواء كانت جنحية أو جنائية.
إلى ذلك، لقيت الحملة الأمنية “الاعتيادية” استحسان مختلف شرائح ساكنة العاصمة العلمية، التي أضحت تحس بالغبن جراء تنامي ظاهرة الإجرام في الفترة الأخيرة بمختلف أحياء المدينة ، آملين أن لا تكون هذه الحملة الأمنية سحابة صيف عابرة. وأكد مسؤول بولاية الأمن أن الدوريات الأمنية ستظل مسترسلة بكل المناطق الأمنية التابعة لولاية أمن فاس
وارتباطا بالموضوع ذاته، علمت الحقيقة24 من مصدر مطلع، أن المدير العام للأمن الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي أعطى تعليمات صارمة لاجتثاث شتى أنواع الجريمة بعدد من الأحياء بالحاضرة الإدريسية فاس، خاصة البؤر السوداء بالمدينة التي أضحت تعرف انتشارا واسعا لكل مظاهر الانحراف والجريمة، بل أضحت المدينة تتصدر مؤشر الجريمة على الصعيد الوطني.