الظاهر أن “الحسين العبادي” اختلط عليه الحابل بالنابل ، فرغبته الشديدة التقرب من أعضاء مجلس مدينة فاس وكسب ودهم قد أنساه كل شيء ، حتى أن النصوص القانونية المنظمة لعمل مجلسه اختلطت عليه بالمرة ، فللعشق سكرته ، وللحب ويلاته ،
عندما يتحدث إليك الرجل تظن أنه يرأس مجلس جماعة لمدينة عالمية غنية ، فهو يُلقي بالوعود هنا وهناك ، ويختال نفسه يجلس على كرسي ميزانية ضخمة هو الآمر بصرفها ، جنون العظمة أنساه أنه يرأس مجلسا لا يمكن لميزانيته المتواضعة تشييد حتى طريق بسيطة بحي النرجس ، أو بمدارة عوينات الحجاج ) ، لكن هواجس السلطة والكبرياء التي تسكنه جعلته يخطئ التقدير لمرات متكررة ، حتى سقط في آخر دورة عادية للمجلس (الاثنين 10 شتنبر 2018 ) في كل أشكال العبث والارتباك .
السيد “العبادي” يتجاهل عمدا أنه يرأس مجلسا يضم 31 عضوا ، 10 منهم يمثلون العالم القروي ، أي بمقدار ثلث أعضاء المجلس ، الشيء الذي يفرض عليه أولا وأخيرا إعطاء الأولوية في مشاريع مجلسه لهذا العالم القروي ، بدل صرفها لفائدة مجلس مدينة فاس ، بغية التودد لأعضائه والتقرب منهم وكسب ثقتهم أو بغرض التستر على إخفاقات هذا المجلس ، انتصارا لمنطق الولاءات الحزبية الضيقة .
الكل يعلم بفاس ، أن ميزانية مجلس عمالة فاس لا تسمن ولا تغني من جوع ، مقاول بسيط قد يفوق رقم معاملاته ميزانية هذا المجلس بكثير ، لكن السيد “العبادي” يريد دوما أن يركب رأسه مُتعنتا ، فعوض صرف هذه الميزانيات المتواضعة وتخصيصها للعالم القروي ، يحاول دوما منحها لحبيبه ومعشوقه ” مجلس مدينة فاس ” مجتهدا ومسابقا الزمن من أجل بلوغ ذلك ، وكمثال على ذلك دورة يوم أمس الاثنين ، عندما قرر دعم مشروع طريق بسيط فوق تراب مقاطعة أكدال ، هذه المقاطعة التي كان بإمكانها دعم هذا المشروع المتواضع من ميزانيتها الخاصة ، المهم السيد ” العبادي” لا يريد أن تفوته أي فرصة دون أن يهدي “جماعة فاس” هدية الولاء والتقرب والحب والانتماء ، تغزلا بأعضائها الذين لا يبادلونه نفس الحب والاهتمام.
“العبادي” يريد أيضا أن يتجاهل عمدا أن نسبة تمثيلية أعضاء مجلس جماعة أولاد الطيب داخل مجلسه هي التي تحتل الرقم الأول دون منازع ( 6 أعضاء من أصل 31 عضوا ) ، علمه بهذا المعطى الواضح يزعجه بشكل كبير ويخيفه في ذات الوقت ، فربما الحقد الدفين الذي يكنه الرجل لهذه الجماعة ولمسار نمائها المتقدم مقارنة بجماعة فاس يجعله يقع دوما في خطأ تغليب عاطفته الجياشة تجاه أعضاء هذه الأخيرة ، كما لو أن لسان حاله يقول لهم : ” ها أنا أقدم لكم الخدمات تلو الخدمات ، ها هي منافستكم جماعة أولاد الطيب أحاول كل ما مرة إقصائها ، فارضوا عني أرجوكم .. ” ، لكن الشيء الذي لا يعلمه “العبادي” أن قصة العشق هذه قد انتهت ..