أعلن مجموعة من الأطباء عن عزمهم الدخول في سلسة من الخطوات الإحتجاجية، بعد تعرض طبيبة مقيمة بمستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية بفاس ؛ أثناء تأديتها لعملها بالمداومة بقسم الإستعجالات لإعتداء لفظي وجسدي من طرف شرطي.
وحسب بيان للجنة الوطنية للإطباء الداخليين والمقيمين بفاس، فإنه ” اجتمعت اللجنة الطبية لمتابعة قضية الإعتداء المؤسف والخطير؛ الذي تعرضت له الزميلة الدكتورة آسية بوقنيطر طبيبة مقيمة بمستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية بفاس ؛وذلك أثناء تأديتها لعملها بالمداومة بقسم الإستعجالات يوم الجمعة الموافق ليوم 7 سبتمبر 2018 ؛ حيث بدأت ملابسات الحادثة عندما استقبلت الطبيبة عناصر من الدرك الملكي صحبة مريض تمت محاكمته والذي تبين أنه يعاني من مرض عقلي استدعى إيداعه بالمستشفى بغية تلقيه للعلاج ؛ ونظرا لعدم وجود إمكانية لإستقبال المريض بسبب وصول المستشفى للحد الأقصى من طاقته الإستيعابية؛ أخبرت الطبيبة عناصر الدرك بوضعية المستشفى وأوضحت لهم عدم إمكانية حجز المريض بغية الإستشفاء في ذلك اليوم ؛ مع توضيحها لهم لتلك الأسباب التي تعود للنظم والقوانين التي يعمل بها المستشفى وانصرفوا”.
وأضاف ذات البيان، أنه ” وبعد ذلك عاد عناصر الدرك من جديد للمستشفى مرتين مرة بمفردهم من أجل فتح محضر تحقيق مع الطبيبة المداومة؛ مما أثار استغرابها وبعد أن أبلغتهم بأن الأمر يفتقر للأسس القانونية وتنعدم فيه المبررات والأسباب ؛ عادوا مرة أخرى لكن هذه المرة صحبة عناصر من الشرطة الوطنية حيث بدأت المعاملة الغير لائقة مع موجة من التهديد والوعيد والترهيب النفسي والمعنوي اللفظي حتى وصل الأمر لمرحلة التعنيف الجسدي؛ والذي قام به أحد العناصر من الشرطة عندما أخبرها بأنها صارت رهن للإعتقال وأنه تلقى أوامرا بذلك من جهة عليا بالهاتف؛ كما منعها من الحديث عبر الهاتف وقد حصل هذا الأمر في غرفة الإستراحة الخاصة بالطبيب ؛ في تعد سافر على الخصوصية الشخصية وقد كان ذلك بحدود الساعة الثانية عشرة منتصف الليل ؛ في تجاوز خطير ومسٍ مشين بهيبة الطبيب ونسف لعلاقة الإحترام بين الطبيب والشرطي ؛ والتي من المفترض أن تبقى بعيدة عن مثل هذه التصرفات المشينة التي من شأنها التأثير على صحة المواطن وأمنه وبالتالي استقراره” .
وأشار البيان عينه، ” أن الطبيبة قد تعرضت لصدمة نفسية وعاشت جوا من الترهيب والتخويف أثرعلى نفسيتها وعلى قدرتها على مواصلة العمل؛ مما تطلب خضوعها لفترة راحة طبية بعد أن أخذت شهادة طبية بذلك” .
وأوضحت اللجنة الوطنية للإطباء الداخليين والمقيمين بفاس، أنه ” وبعد وضع الجهات المعنية والوصية ثم الرأي العام الوطني في صورة ما حدث قررت اللجنة الآتي :
ــ تشجب وتندد وترفض بشكل مطلق هذا الإعتداء السافر وهذه التجاوزات الخطيرة التي وقعت بحق الطبيبة .
ــ تدعو للمتابعة القضائية للجاني عبر فتح تحقيق فوري وسريع ؛ حول ملابسات الإعتداء من أجل أن يقدم الجاني للعدالة لكي ينال الجزاء والعقاب المناسب.
ــ تعلن نيتها الشروع في سلسة من الخطوات الإحتجاجية والتي ستواكبها خطوات تصعيدية كلما دعت لذلك الضرورة ؛وسوف تبدأ بوقفة احتجاجية بمستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية بفاس وذلك يوم الأربعاء الموافق ل 19 من ايلول سبتمبر 2018 على الساعة العاشرة صباحا .
ـــ تطالب اللجنة الجهات الوصية المسؤولة تحملها لمسؤوليتها من أجل رد الإعتبار المادي والمعنوي للطبيبة بعد هذا الإعتداء السافر.
ــ تهيب اللجنة بجميع الزملاء والزميلات بأن يكونوا على قدر التحدي ويواكبوا هذه القضية المصيرية والتي تعني كل الزملاء أثناء ممارستهم لعملهم حماية لمكانة الطبيب وهيبته وحرصا على أمنه وحمايته.
ــ ترى بضرورة عقد جلسات حوار مفتوحة ومباشرة ؛ مع الجهات الوصية في أسرع وقت من أجل بحث وتدارس وضعية العمل وظروفه داخل المؤسسة الإستشفائية ؛ وبعض النظم الإدارية التي تسير وتنظم عمل الأطباء بالمستشفيات ؛ من أجل بلورة جميع المشاكل والعراقيل بغية حلها “.