في ثالث عمل فني له، انتهى السيناريست والشاعر والمخرج المغربي المقيم ببلجيكا، الهواري غباري، من وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه القصير الجديد بعنوان “بوخنشة”، من تشخيص كمال كظيمي وفاطمة هراندي (راوية) ومبارك المحمودي وحسناء مومني وابتسام كمال، سيناريو وحوار الهواري غباري و كريمة الحايك و تصوير عادل أيوب.
يقول غباري ان الفيلم يحكي قصة قاتل بدائي يعيش داخل غابة للدمى، حيث يصنع هناك مصحة لعلاج أعطابه الموروثة والمكتسبة” بوخنشة”، المتشرد غريب الأطوار الذي يمثل الشخصية المركزية للأسطورة التليدة التي رافقت خوفنا الطفولي”.
يضيف غباري أن القتل بالنسبة لـ”بوخنشة” الشخصية المحورية في العمل الفني ” يمثل لعبته المفضلة ونهايته المحتملة هي فكرة مجازية لشيء آخر دفين أو سؤال وجودي عالق وسرمديّ لما هو مسكوت عنه في الغابة اللا مرئية و القصية جدا لدواخلنا، حيث يتناول الفيلم حكاية دائرية لعنف خطي لهذه الغابة الكبيرة التي تسمى العالم.
وعن خصوصية الدور الذي يؤديه، يقول الممثل مبارك المحمودي لـ”إيلاف المغرب”: ان “بوخنشة” يمثل شخصية مضطربة نفسيا، جانبه الاجتماعي غير محدد، يعاني من عقد نفسية و اضطرابات في مراحل متعددة من حياته منذ الطفولة، حيث تتراكم معاناته وتتفاقم حينما يكبر، و هو ما كان يترجمه من خلال البحث عن ضحاياه في كل مرة يغادر فيها فضاء عيشه بغابة بوسكورة (نواحي الدار البيضاء).
لم يتردد المحمودي في خوض هذه التجربة الفنية الجديدة التي تحمل أبعاد سيكولوجية، تواكب شغفه واهتمامه بأداء الأدوار الصعبة والشخصيات المركبة.
وعن ظروف العمل والتصوير يقول “بحكم اشتغالي في أعمال بمواصفات دولية، أقول بأن إنجاز هذا العمل الفني اتسم باحترافية ومهنية عالية، بفضل رؤية المخرج الذي بدا متمكنا من وسائل عمله، حيث استطاع أن يختزل حالات إنسانية في فترة زمنية ضيقة وبمنظور يهتم بالجانب السيكولوجي و البعد النفسي لدى الآخر”.
ويعد فيلم “بوخنشة” التجربة السينمائية الثالثة لغباري، بعد فيلمه القصير الأول “القضية فالطّاڭية” (القضية في الطاقية) الذي أخرجه سنة 2015، و”تفاحة” سنة 2017.