في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة الاحتجاجات داخل العاصمة العلمية فاس من طرف تلاميذ و تلميذات المؤسسات التعليمية حول إضافة ستون دقيقة على توقيت غرينتش بقرار حكومي ، عرفت ولاية أمن فاس عقد اجتماعات موسعة ترأسها السيد عبد الإله السعيد والي ولاية أمن فاس حث من خلالها المصالح الأمنية بجل تلويناتها بهدف الحرص على سلامة التلاميذ ومتابعة السير العادي للمؤسسات التعليمية بالنظر لأهمية قطاع التعليم الذي يحظى بعناية سامية من طرف جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، وكذا تماشيا مع التنسيق المستمر بين وزارتي الداخلية و التربية و التعليم والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
في حين لوحظ غياب السلطات المحلية من قياد و باشوات و أعوان سلطة و رجال القوات المساعدة عن أمكنة تجمهر التلاميذ و مسيراتهم الاحتجاجية ، تاركين المصالح الأمنية و أجهزتها تتخبط وحدها في براثين الاحتجاج و الحوار .
فلماذا هذا الغياب المستمر من طرف بعض رجال السلطة ؟ هل مسؤولية مدينة فاس من واجب عبد الإله السعيد و رجاله فقط ، أم أن أمر الاحتجاج و التصعيد لا يعني سيادة بعض القياد و الباشوات ؟ ألستم منضوون أيضا تحت لواء وزارة الداخلية التي طالما تحُتُ على استنباب الأمن و الأمان ؟
إذا لم تقفوا سدا منيعا لهذه الاحتجاجات و فتح الحوار مع جمعيات آباء و أولياء التلاميذ بالمدارس التابعة لنفوذكم الترابي ، و حث التلاميذ على متابعة دراستهم فمتى يمكن الاعتماد عليكم سيما و أن بعضكم فشل في تدبير منطقته الحضرية أو ملحقته الإدارية ، حيث تجد احتلال الملك العام متفشي و البناء العشوائي و الباعة الجائلين في الأرصفة و الطرقات .
فتحية إعلامية للسلطات الأمنية على مجهوداتها رغم قلة الموارد البشرية و اللوجيستيكية التي تتخبط فيها الحاضرة الإدريسية فاس إلا أن الواجب المهني و الحس الوطني جعل جميع الأجهزة من هيئة حضرية و شرطة قضائية و استعلامات عامة و مخابرات ، تسهر على تأمين شوارع و أزقة فاس من الاحتجاجات الغير قانونية لبعض التلاميذ الذين استغلوا الظرفية للغياب عن الدراسة .