تلقى مركز الدرك الملكي بأولاد افرج إفادة بوجود جثة طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات وخمسة أشهر، مرمية بمقلع لبياضة عمقه متران بدوار العمارنة جماعة الشعيبات إقليم الجديدة.
وبوصول عناصر الدرك إلى مسرح الجريمة وجدوا والدة الطفل القتيل تبكي وتولول، وبعد أن هدؤوا من روعها وأبعدوا فضوليين، رفعوا جميع الأشياء المفيدة في البحث، وكانوا متيقنين منذ الوهلة الأولى أن الطفل الضحية لم يلق حتفه جراء السقوط خطأ في المقلع، إذ ترسخت لديهم قناعة بأن الموت تصاحبه شبهة جنائية أكيدة، فيما صرحت الأم للدركيين بأن طفلها القتيل انتظرت عودته من المدرسة عند الساعة الخامسة والنصف، وعندما تأخر بحثت عنه في كل مكان إلى أن وجدته جثة هامدة وفق ما أفادته مصادر .
وبينما همت عناصر الدرك بمغادرة مسرح الجريمة، رمق قائد المركز شابا في السابعة عشرة من عمره هو شقيق للضحية، حافي القدمين وعلى ملابسه آثار بقع من الدم، تبدو عليه حيرة كبيرة دون أن يذرف دمعا على موت شقيقه الصغير، لحظتها انفرد به قائد المركز، وسأله عن مصدر الدم العالق بملابسه، فأجاب متلعثما أنه زار عمته فكلفته بذبح “بيبية”، وهو ما لم يقنع القائد الذي خاطبه بنبرة حادة “قل الحقيقة ” فما كان منه سوى طأطأة الرأس والاعتراف بتلقائية، أنه في حدود الساعة الخامسة مساء انتظر خروج أخيه الصغير من المدرسة، واستدرجه نحو المقلع وهناك طلب منه بعض النقود قبل أن يتسلح بحجر كبير سدده نحو رأس الضحية إلى أن أزهق روحه ثم مشط المكان قبل أن ينصرف مهرولا نحو الدوار، تاركا شقيقه جثة هامدة وبجانبه محفظته الدراسية.
وقد تبين لدى مركز الدرك بأولاد افرج من خلال طريقة القتل، أنه لا يندرج إطلاقا في خانة ضرب وجرح مفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، وإنما الأمر يتعلق بجريمة قتل مخطط لها، وأن تهشيم الرأس بتلك الطريقة الوحشية ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القتل حركه ثأر من الضحية وحقد دفين، فيما لم يتردد الجاني في القول ردا على سؤاله بخصوص سبب ارتكابه جرمه المشهود، “قتلت شقيقي الصغير بدافع غيرة قاتلة منه، لأن والدي كانا يفضلانه علي.