يحتضن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بمقره بالرباط الدورة 81 للمجلس العلمي والتقني للجمعية الافريقية للماء من فاتح إلى 5 أبريل 2019 تحت عنوان: “التمويل، والتعاون ودعم القدرات، ركائز لتحسين الولوج للماء الصالح للشرب والتطهير السائل بإفريقيا”.
ينعقد الافتتاح الرسمي لهذه الاجتماعات يوم الإثنين فاتح أبريل 2019 برئاسة السيد عبد الرحيم الحافظي المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ورئيس الجمعية الافريقية للماء والسيد بابا سامبا ديوب رئيس المجلس العلمي والتقني للجمعية الافريقية للماء بحضور السيد عزيز رباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، والسيد محسن الجزولي الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالتعاون الإفريقي، والسيد ممثل وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، والسيد لويك فوشون رئيس المجلس العالمي للماء والعديد من المسؤولين على الصعيد الوطني والدولي.
ينعقد هذا الحدث الهام بحضور أزيد من 200 مسؤول في قطاع الماء الصالح للشرب والتطهير السائل يمثلون 25 بلدا من افريقيا ومن قارات أخرى وذلك من أجل بحث السبل الكفيلة برفع التحديات التي تواجهها القارة الافريقية في مجال التزويد بالماء الشروب والتطهير السائل وكذا آفاق تحسين الولوج لهذه الخدمات الأساسية للتنمية المستدامة بقارتنا.
خلال الجلسة الافتتاحية، قدم السيد الحافظي وضعية التزويد بالماء الصالح للشرب والتطهير السائل في العالم مشيرا إلى أن 2،1 مليار شخص، أي 30 ٪ من الساكنة لا تزال تفتقر إلى خدمات التزويد بالماء الشروب و4.5 مليار، أي 60 في المائة لا تستفيد من خدمات الصرف الصحي بشكل آمن وأن نصف الأشخاص الذين يشربون الماء من مصادر غير صحية يعيشون في إفريقيا. وأشار إلى أن تغطية خدمات الماء الشروب المأمونة لا تتجاوز 24 ٪ في أفريقيا جنوب الصحراء، بينما يصل هذا المعدل إلى 94 ٪ في أوروبا وأمريكا الشمالية. فيما يتعلق بالتطهير السائل، فقد أشار إلى أن معدل الولوج لهذه الخدمة هو 78 ٪ في أوروبا وأمريكا الشمالية في حين فقط 28 ٪ من السكان في أفريقيا جنوب الصحراء يستفيدون من خدمات أولية للتطهير السائل.
كما أشار إلى أن ما يقرب من 400 مليون شخص ما زالوا يفتقرون إلى الماء الصالح للشرب في إفريقيا وأن 700 مليون شخص في إفريقيا جنوب الصحراء لا يستفيدون من خدمة ملائمة للتطهير السائل.
من جهة أخرى، قدم السيد الحافظي المؤشرات المتعلقة بإنجازات المكتب إلى نهاية 2018. في مجال الماء الشروب بلغ الإنتاج الإجمالي 1140 مليون متر مكعب في السنة ووصل معدل الولوج إلى الماء الشروب بالوسط القروي إلى 97 ٪ لفائدة 12،8 مليون نسمة. أما في مجال التطهير السائل، فقد وصلت طاقة تصفية المياه العادمة إلى 395000 متر مكعب في اليوم. ويقوم المكتب بتسيير هذه الخدمة في 128 مركزا، كما وصل عدد محطات التصفية إلى 107 محطة.
في مجال التعاون مع إفريقيا، أوضح السيد الحافظي أن المكتب يبني علاقات شراكة دائمة ومنظمة مع العديد من البلدان الافريقية وذلك تماشيا مع الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي جعل من إفريقيا أولوية استراتيجية. وتستند هذه العلاقات إلى قيم التعاون جنوب-جنوب والتضامن والتنمية البشرية.
تعتمد استراتيجية تدخل المكتب في إفريقيا في مجال الماء الشروب والتطهير السائل بالأساس على المواكبة والمساعدة التقنية لفائدة المؤسسات العاملة في قطاع الماء بإفريقيا بالإضافة إلى تعزيز قدراتها التقنية والإدارية لتمكينها من تحسين أدائها لضمان الولوج إلى الماء الشروب والتطهير السائل.
وأكد السيد الحافظي على أن تنمية الكفاءات تندرج في صلب استراتيجية المكتب. لذلك، يعتمد المكتب على المعهد الدولي للماء والتطهير التابع له باعتباره مركزا متعاونا مع منظمة الصحة العالمية والمختص في أنشطة التكوين والبحث.
ولتنفيذ مشاريع التعاون في إفريقيا، يعتمد المكتب على المقاولات المغربية والإفريقية التي أثبتت قدراتها وخبراتها ومهاراتها الكبرى.
تعتبر أشغال المجلس العلمي والتقني للجمعية الافريقية للماء حدثا افريقيا هاما من خلاله سينكب المشاركون طيلة الأسبوع على مناقشة القضايا والمواضيع المطروحة في جدول الأعمال في إطار الهياكل التنظيمية للجمعية الافريقية للماء على مستوى اللجان المختصة للمجلس العلمي والتقني (التدبير، الإدارة التقنية، التطهير والبيئة، والاستراتيجية) والمجلس الإداري والجمعية العامة.
على مستوى المواضيع، ستتمحور أشغال هذه الدورة حول ثلاثة مواضيع أساسية: التمويل والتعاون ودعم القدرات لكونها ركائز مهمة لتحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية للماء الصالح للشرب والتطهير السائل لفائدة الساكنة الافريقية.
تضم الجمعية الإفريقية للماء في عضويتها مائة مؤسسة موزعة على مجموع القارة الإفريقية. وتساهم كمؤسسة رائدة في تحسين أداء مؤسسات الماء والتطهير بالقارة الإفريقية. كما تساهم في دعم السياسات العمومية بإفريقيا في هذا المجال وتواكب الدول الأعضاء من أجل تحقيق الأهداف التي حددها المنتظم الدولي لتعزيز ولوج السكان واستفادتهم من الماء الشروب وخدمات التطهير السائل.