الضمير الصحفي و الجمعوي بفاس يباع و يشترى و يساوم بأبخس الأثمان عندما تعلو سلطة المال على صوت الضمير

الحقيقة 2414 أبريل 2019
الضمير الصحفي و الجمعوي بفاس يباع و يشترى و يساوم بأبخس الأثمان عندما تعلو سلطة المال على صوت الضمير

ما أرخصه اليوم الضمير الصحفي و الجمعوي الذي يبيع ويشتري ويساوم في سوق النخاسة وبأبخس الأثمان على جرائم في حق الإنسانية وفي حق صاحبة الجلالة التي اغتالها المارقون الخارقون المعلومون المجهولون ولئن كان بيع الضمائر قديما مستتير فبيعها اليوم أضحى ظاهرا في محل رفع ونصب وجر والغريب جدا أن من يقوم بكل هذا يصر على تسمية نفسه مناضل أو أنه يدافع عن الرأي العام و الحرية والعدالة والعمل الصحفي و الجمعوي منه براء.

واقع العمل الجمعوي بفاس اليوم كرس زمن أحزان صاحبة الجلالة حيث يدعو إلى التذمر وإلى الخجل وإلى قراءة الفاتحة كيف لا ومن يدعون النضال ويهللون بشعارات في كل مناسبة يبيعون ضمائرهم وزملائهم في ابتغاء مرضاة الكبار وتسولا للدراهم وتسلقا على أنقاض الحقائق. يؤسفني حقا الاعتراف بأن سلطة المال تعلو فوق القانون والشرف والأخلاق فبدلا من توظيف ثروات الأوطان في البناء والتنمية يتم توظيفها في شراء صمت الخونة والمرتزقة وتجاوز الأنظمة والقوانين والقيم وفي دعم المجرمين ونشر الفساد والدمار .


لكي تستمر اليوم كصحفي سليم ومعافى فأنت أمام خيار وحيد لا بديل عنه وهو ألا ترى ولا تسمع ولا تكتب و تبتعد عن محيط المرتزقة وإلا أصبح مصيرك كمصير الصحفيين الأحرار داخل المعتقلات أو القبور

مجموعة من الجمعويين ارتضوا على أنفسهم وخانوا قيم العمل الجمعوي بقبولهم صدقات وهبات أصحاب الشكارة و النفوذ والسلطة ودوافع ذلك معروفة فهناك من أعلن استعداده للتطبيل و التهليل لإجرام الفاسدين وهناك من شكل خليته للتأثير على اتجاهات المواطنين .

إننا نعيش نكسة حقيقية بكل ما تحمل الكلمة من معنى بعدما تحول بعض أشبته الصحفيين و الجمعويين إلى أجهزة استخباراتية ليست لها علاقة بالكشف عن الفضائح والفساد والتجاوزات بل إلى وسيلة لاخفاء الحقائق والتبرير والتلاعب بالعقول وفبركة واقع مزيف لا علاقة له بالواقع المعاش ونقل اللاحقيقة بدلا من الحقيقة.

هل ما زلنا نتجرأ على ترديد الشعارات التي كنا نعتز بها وهل ما زالت القناعة حاضرة بوجود أصوات وضمائر حرة أم أن سلطة المال هي التي تعلو في الاخير ؟

الأكيد أن الجواب سيكون بالإيجاب مادام هناك من يعرض ذمته للبيع لإشباع طموحه اللامحدود الذي يفوق حاجاته المشروعة فيسرد الوقائع وفقا لمن اشتراه. لكن في ظل وجود صحفيين أحرار و بعض الجمعويين المستعدين للموت من أجل كشف زيف هذه المحاولات وعدم الانسياق والانجرار خلف الألاعيب السلطوية المكررة والمفضوحة يمكننا أن نأمل خيرا في قوة المناضلين الشرفاء و النزهاء المتسلحين بحرية ومصداقية و قادرين على صناعة رأي عام حقيقي ومؤثر يكون حائط صد لكل مستبد يعتقد أنه يمكنه إخراس كل الضمائر الحية المستعدة للتضحية بحياتها لكشف الحقيقة.

الاخبار العاجلة