مادام المنتخبون بمدينة فاس في خدمتهم أساطيل من سيارات جابها الله و تحت تصرفهم مليارات ثقيلة من مصاريف البنزين و التأمينات و قطاع الغيار و الإصلاحات و الضريبة على السيارات ، فكيف لفقراء هذه المدينة أن يطلبوا منهم الاهتمام بأوضاع الطوبيسات التي كانت و أصبحت في وضعية متردية لا تشرف الحاضرة الإدريسية فاس و لا علاقة لها بمدينة 12 القرن .
هؤلاء المنتخبون لا شك أنهم لا يركبون هذه الكراريس ليلمسوا و يحسوا بالتكرفيس و الاكتظاظ و الخدمات السيئة و السياقة البوجادية لبعض السائقين ، فمن المسؤول ؟
المجلس الجماعي هو المسؤول ، فالميثاق الجماعي يكلفه بهذه المهمة و يرخص لها استثناءا لتفويض التدبير تحت مسؤولياته ، و يلزمه بتعيين أعضاء من المجلس للمشاركة في اجتماعات المجالس الإدارية و فرض اقتراحاتهم و توجيهاتهم و الدفاع عن الركاب ، و ها هو النقل الحضري في العاصمة العلمية يصل على درجة النقل القروي في أدغال إفريقيا ، فبعض الطوبيسات أو الحافلات تتجول بين شوارع مدينة فاس و كأنها في حرب ، زجاج مكسر لا توقيت يُحترم ، عدد الركاب دائما متجاوز الحد المسموح به ، أعمدة حديدية في الركوب و النزول و كأننا أكباش أو أبقار ، لكن ربما نظرة الشركة المخول لها التدبير المفوض للنقل الحضري بفاس رؤيتها لنا كساكنة مثل الحيوانات “أعزكم الله ” ، حتى أصبح نقل المواطنين فيد الله و أين ؟ في العاصمة العلمية للمملكة .
نعلم أن بعض ملاكي الطوبيسات من النافذين المقررين ، و لكن هناك سلطة أقوى منهم هي سلطة مصلحة مدينة فاس ، و هذه المصلحة تضررت و تحطمت و تشوهت و تلطخت بهذه الشوهة التي تخدش و تعكر سمعة الحاضرة الإدريسية فاس .
و كحل ، وجب استرجاع النقل الحضري إلى وضعه الطبيعي إلى أحضان الجماعة أو التفويض إلى شركة تمتاز بأسطول جيد يرقى إلى تطلعات الساكنة و عدم الاختباء وراء أسطوانة تسديد الملايير للشركة الحالية كشرط جزافي . فمادامت الشركة تربح الملايين إن لم نقل الملايير شهريا ، عليها المساهمة في خدمات الساكنة بتدبير و تنظيم النقل الحضري ، و أيضا تحمل فرق النفقات و الالتزام بوضع عربات نقل مجهزة أحسن تجهيز تضمن راحة الركاب .
يجب مراجعة سياسة الجماعة في النقل الحضري و اعتباره مرفقا اجتماعيا و اقتصاديا مهما ، لا كما هو الحال اليوم ، ريعا يستفيذ منه البعض على حساب سمعة المدينة و راحة أهلها و بيئة ساكنتها .
فيا أيها المنتخبون المكلفون بالطوبيسات بفاس لقد نجحتم في تجهيز العاصمة العلمية بالكراريس بدلا من الحافلات .