مع كل رمضان تطلع علينا عادات محدثة من البدع، كما يسمى “قفة رمضان” تلك القفة أي الكيس الذي توضع داخله المواد الاستهلاكية التي لا تكفي لأسبوع، ليسد بها المواطن المقهور رمقه، لأن قيمته لا تتجاوز 200 درهم، والمواطن المغربي على دراية وعلم كبيرين، بقيمة مائتي درهم داخل السوق، الذي تلتهب أسعاره مع كل رمضان.
هذه البدعة التي يتم استغلالها من طرف الكثير من السياسيين، لتعبيد الطريق نحو استمالة أصوات البؤساء والمقهورين، والاذكى من ذلك، عملية التوزيع التي تتم بكيفيات مهينة لكرامة المواطن المغلوب على أمره.
وحتى يتسنى لنا فهم، تداعيات هذه القفة، فإن حزبا سياسيا بمدينة فاس، يقوده شخص معروف لدى الخاص والعام بتاريخه الذي يحتوي على كثير من مساحات الرماد والظلام، يقوم هذه الأيام بتوزيع ما يسمى “قفة رمضان ” وبتعبير أصح وأدق “قفة البؤس ” على مجموعة من المواطنين الكادحين ، من دفعتهم الفاقة وقلة الحيلة، إلى انصياع والخضوع لنزوات هذا الحزب.
مع توثيق تلك الإهانات المتكررة عبر تقنيات الفيديو والتعليق عليها وتقديمها في أطباق محشوة بكثير من توابل الانتخابات والاستغلال السياسي البشع لمواطن لا حول ولا قوة له.
ان نهج سياسة المقاربة الاحسانية ليس بجديد لكنه نهج مبتذل ومتجاوز بالنظر إلى تفاصيله وكذا افتضاح لعبته أمام عامة الناس، ولذلك قامت الدولة بالكثير من إجراءات لضبط هذه العملية بعد فاجعة الصويرة التي راحت ضحيتها الكثير من المواطنات رحمة الله عليهن، سمين على هامش جراح هذا الوطن بشهيدات الدقيق.
أليس جديرا بالسياسي عوض تكريس الاتكالية في المجتمع وثقافة التسول، بناء مواطن قادر على توفير عيشه الكريم، عبر توفير شروط موضوعية حقيقية على أرض الواقع تحقق له سعيه الحثيث المتمثل في الحق العيش الكريم.
أسامة الجناتي