تتّم خلال شهر رمضان من كلّ سنة، معاينة عددٍ من المقاهي الخاصة بتقديم الشيشة لدى عموم زبنائها بفاس، وهـي تنتعش على غير عادتها طوال باقي الأشهر، إذ يكفي للواحد منذ حلول شهر الصيام، القيام بجولةٍ قصيرة ليلاً وسط فاس، حيث تنتشر بأرجائه هذا النوع من المقاهي المستنبتة كالفطريات، للوقوف على حالة الانتعاشة غير المسبوقة التي تبلـغ ذروتها منذ اليوم الأول من شهر الصيام.
الحقيقة24 قامت بجولة ميدانية إلى عدة أحياء لاِستقاء إدلاءات القاطنين بمحيط بعض لمقاهي التي عجزت السلطات المحلية و المنتخبة في إغلاقها، حيث أفادت جميعها أن اِرتياد مقاهـي النرجيلة يكثر بصورة غير معهودة إبّان فترات الليل طيلة أيـام رمضان، موردة أن غالبية مرتاديها من فئة الشبّان و أغلبيتهم فتيات في عمر الزهور.
فيما في دردشة للحقيقة24 مع ريم 19 سنة طالبة بكلية الآداب بظهر المهراز و هي إحدى المرتادات على مقهى خاصة بالنرجيلة كائنة بمحيط ساحة فلورانسا وسط العاصمة العلمية فاس ، أكدت لنا أنها تقطن بعيدا عن والديها و للانتشاء و الخروج من الروتين اليومي تقبل على مثل هذه الأمكنة التي تُوفر خدمة “الشيشة” بغية تعاطيها خلال شهر الإمساك، فقط للاستعاضة عن المشروبات الكحولية التي يحرص المدمن عليها اجتناب شربها كلياً طيلة هذه الأيام الثلاثين، لذلك غالباً ما يتم اللجوء إلى اِستبدالها بتبغ “الشيشة” من أجل بلوغ حالة اِنتشاء شبيهة بتلك الحالة التي قد يحققها المشروب الروحي أو بأقل درجة منها.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن السلطات المحلية كانت قد قامت كما سجلنا في موقعنا، بشنِّ حملات تطهيرية على المقاهي التي تستقطب المدمنين على تدخين “الشيشة”، تحت طائلة مسوغٍ قانوني بـات يُجرم هذا النوع من التعاطي، بناءً أيضا على شكاوى عدة موضوعة من قِبل الساكنة القاطنة بقربها، والتي تعاني من حدوث ضوضاء بمحيطها ليل نهار، بحيث عملت السلطات على إغلاق أبوابها لمددٍ زمنية، قبل أن يعود أربابها مجدداً لفتحها على مصراعيها مع بداية شهر الصيام.