أشهر بعد إعلانه عن صفقة إنشاء شركة للتنمية المحلية لتسيير شبكة الإنارة العمومية ، أدخل إهمال المجلس الجماعي لفاس والذي يتولى تدبير القطاع، عددا من الأحياء والشوارع في الظلام الدامس، بسبب تعطل مصابيح الأعمدة، وتأجيل التدخلات من أجل إصلاح الوضع من قبل التقنيين.
و أفادت مصادر الحقيقة24 أن لاراديف تواجه نداءات الوداديات السكنية التي تعاني شوارعها وأزقتها من انطفاء الأنوار بأنها ليست مسؤولة عن تلقي الشكايات، وبأن المجلس الجماعي والمقاطعات هي المعنية بالتواصل مع المواطنين في هذا الشأن.
وكشفت نفس المصادر أن عددا من المواطنين في حي النرجس و بورمانة التابعين لمقاطعتي سايس و أكدال قد سبق لهم أن دعوا بعض المستشارين من الذين وثقوا بشعاراتهم الرنانة في الانتخابات السابقة للتدخل و إخبار رؤساء المقاطعتين المسيرتين من طرف حزبهم لتجاوز اختلالات المصابيح العمومية وانعدام البنيات الأساسية، لكن دون جدوى.
وأشارت المصادر في هذا الصدد إلى دوار السباطي الذي كان تابع لجماعة أولاد الطيب، لكنه تم إلحاقه بالنفوذ الترابي لمقاطعة فاس سايس. ورغم الوعود التي قدمها حزب العدالة والتنمية للساكنة، في إطار تنافس الأحزاب للحصول على أصواتها في الانتخابات الجماعية السابقة، إلا أن وضعية الحي لا زالت على ما هي عليه من ضعف في البنية التحتية و قلة الإنارة . وكان حزب العدالة والتنمية قد أعلن، منذ منتصف السنة الماضية، عن صفقة لتفويت قطاع الإنارة العمومية لشركة التنمية المحلية بمبرر تحسين الخدمات، ووضع حد لأعطابه.
وفي انتظار المصادقة على تأسيس شركة التنمية المحلية و رهن مدينة فاس 15 سنة تبقى الأعطاب و الظلام الدامس في بعض الأحياء هو العنوان العريض إلى حين آخر ،بالمقابل تجد بالقرب من منازل نواب العمدة الأزمي و المستشارين المنضوون تحت لواء حزبهم أحيائهم تنعم بالإنارة و التحرك بسرعة إذ وقع عطب معين في النقط الضوئية المحيطة بمنازلهم .
ودفعت الأوضاع التي تعيشها فاس بعض الجمعويين إلى الخروج عن صمتهم، حيث أشار بعضهم في اتصالهم بالحقيقة24 إلى أن المدينة تعاني، في الآونة الأخيرة، من تراجع مهول للنشاط الاقتصادي والاستثماري، ومن تآكل البنيات التحتية الاجتماعية، و غياب لعروض الشغل وانسداد الآفاق أمام الشباب وتمكن العشوائية من التجارة بشوارع وأحياء المدينة.
ومن جهته، قال البرلماني التجمعي رشيد الفايق أنه يبدو أن المدينة تسير من قبل الأشباح، واعتبر بأن هذا التشخيص شعبي بفاس، تعززه المعطيات والمؤشرات على أرض الواقع من غياب لأي تنمية محلية وكآبة الشوارع والأحياء وغياب لأي تنشيط ثقافي وسياحي، والأدهى من ذلك تراجع مناخ الاستثمار وفرص الشغل عند الشباب.
وعلاوة على تعطل المصابيح، وضعف صبيب الإنارة العمومية، فإن الأحياء غير المهيكلة تعاني من انعدام الأعمدة الكهربائية في شوارعها، وذلك إلى جانب غياب التجهيزات الأساسية، ومنها قنوات الصرف الصحي، .مما يحول حياة الساكنة إلى جحيم