في الوقت الذي وجب فيه على السلطات المحلية بفاس محاربة احتلال الملك العمومي و مراقبة البناء العشوائي و اقتحام مقاهي الشيشا و الوقوف على بعض التجاوزات التي أصبح يعرفها الشارع الفاسي بسبب عين ميكة اللي دايرها بعض رجال السلطة المحلية ، ها هم يتركون مهامهم للمصالح الأمنية بفاس و يؤزمون الوضع ، فعوض أن يقوم البوليس بواجبهم المتمثل في استنباب الأمن و الأمان لدى المواطن الفاسي و محاربة الجريمة بشتى أنواعها بالشارع العام ، أصبحوا ملزمين بالتدخل في ملفات الملك العام و البناء العشوائي و غيرها …
و حسب ما أفادته فعاليات جمعوية ، فإن المصالح الأمنية بفاس أصبحت رهينة بمشاكل جمة و على سبيل المثال لا الحصر الصراعات الفارغة بين الخضارة و الباعة الجائلين حول أمكنتهم بالشارع العام و الذي يعتبر من اختصاص السلطات المحلية من أعوان سلطة و قواد و باشاوات ، و كذلك الشجار بين الجيران حول البناء العشوائي حيث تجد رجال الأمن يتدخلون مكان رجال السلطة و الذين اختار أغلبهم شهر رمضان للاعتكاف في المكاتب المكيفة و رمي الكرة لأعوان السلطة من مقدمين و شيوخ و إذا اقتضى الأمر تدخل البوليس لفك نزاعات و صراعات الباعة الجائلين و المحتلين للملك العمومي .
عبث حقيقي تعيشه فاس بسبب غياب معظم رجال السلطة المحلية خلال هذا الشهر المبارك، فعندما تجد رجل أمن يترك مهمته التي أوكلت له و هي الحفاظ على النظام العام و محاربة الجريمة و يبقى حبيس الصراعات الفارغة بين أصحاب المحلات التجارية و الباعة المتجولين و التدخل من باب الإنسانية لعدم تطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباها و القائد يمر بسيارته أو الباشا و يكتفي بالنظر من خلف زجاجة سيارته مبعدا نفسه من “صداعات الراس” فاعلم أن مدينة 12 القرن لازالت صامدة بالبركة و صافي .
فعلى السيد والي الجهة أن يتدخل و يعطي تعليماته إلى رجالاته من أجل العمل على محاربة الملك العمومي بجل أحياء الحاضرة الإدريسية فاس و كذلك الوقوف على البناء العشوائي و ترك المصلح الأمنية بفاس تقوم بواجبها في محاربة الجريمة .