البحث جار هذه الأيام عن الكفاءات والتنقيب عنها يشتد في كل حيز ومكان ، فالمغرب يحتاج إلى كفاءات وفي أقرب وقت ممكن ، فأين هذه الكفاءات وأين تختبئ ؟
لا يجادل اثنان في أن المغرب لا يخلو من كفاءات ، وأن أغلبية صناع القرار و كبار المسؤولين هم من الكفاءات ، كما لا يتناطح نعزان حول أن سوء التدبير و ضعف الحكامة في كثير من القطاعات هو نتاج أيدي هذه الكفاءات ، فالملايير التي نهبت والمشاريع الكبرى التي سرقت ميزانياتها هي بفعل هذه الكفاءات ، المغرب لا يخلو من كفاءات بل يزخر بكفاءات متخصصة في النصب والسرقة والفساد والاغتناء غير المشروع ، بعض رؤساء جماعاتنا أليسوا من الكفاءات ، متخصصون في سرقة الصناديق دون إثارة أي شبهة ، مديروا المؤسسات العمومية الكبرى أليسوا من الكفاءات هم أيضا بارعون في أشياء يعجز عنها الشيطان نفسه ، بعض أعضاء حكومتنا الموقرة أليسوا من الكفاءات هم أيضا ، ألم ينجحوا بشكل لافت في سرقة أحلام أمة ووطن .
مغربنا لا يخلو من كفاءات تقنية ومهنية في التدبير والإدارة ، وإنما الذي ينقصنا هو مسؤولون أكفاء في تطبيق القانون و زجر المخالفات وإعمال العقوبات والجزاءات ، الذي ينقصنا هو الكفاءات الوطنية في ردع المفسدين و الزج بهم في غياهيب السجون ، الذي ينقصنا هو كفاءات لا يعرف المال العام طريقا إلى جيوبها ، الذي ينقصنا هو كفاءات وطنية في حماية المال العام من كل لص محتال ، الذي ينقصنا هو كفاءات حزبية تمنع سماسرة الانتخابات والمتخصصين في سرقة أصوات المواطنين من الترشح لهذه الانتخابات … أما الكفاءات التقنية و العلمية فالمغرب مليئ بها حتى النخاع ..
فهل تستطيع حكومتنا وأحزابنا السياسية بعد عطلتهما السنوية ، إعمالا للخطاب الملكي السامي ، توفير هذه الكفاءات ، أم أنها تحتاج هي الأخرى لكفاءات تساعدها على هذه المهمة ؟
زهير حنفي