السيد سعيد إزنيبر ، والي جهة فاس مكناس ، هو نتاج توجه جديد ارتضته وزارة الداخلية للممثليها من ولاة وعمال ، رجال يشتغلون في صمت هدفهم الأول والأخير إعمال القانون ، تقنيون جدا في أدائهم ، متشبتون حتى النخاع بدورهم المحوي في تنزيل السياسات الحكومية و تفعيل الأوراش التنموية الكبرى على صعيد نفوذهم الترابي.
يعتبرون أنفسهم رجال تنمية واقتصاد بالدرجة الأولى ، تكويناتهم التقنية عالية المستوى التي تلقوها في أعرق المعاهد العليا تجعل من أسلوب عملهم أقرب إلى التكنوقراط .
قد تعوزهم لغة التواصل والقرب ، وقد يظن البعض أنهم اختاروا طواعية الإنزواء في مكاتبهم الفخمة ، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن الطبيعة التقنية والدقيقة لعملهم تحتم عليهم المكوث ساعات طويلة داخل مكاتبهم لمدارسة ملفات تنوء بحملها الجبال .
قد يستصغر الكثيرون دور العامل أو الوالي ، وهذا نابع أساسا من جهل مركب باختصاصات رجال السلطة هؤلاء ، و بجهل أيضا بتماس تدخلاتهم مع باقي الفرقاء المحليين ثانيا ،
للوالي أو العامل نواب إداريون ينوبون عنه في التواصل مع عموم المواطنين في مختلف المناطق الحضرية والدوائر و الملحقات الإدارية ( رؤساء المناطق الحضرية ، رؤساء الملحقات الإدارية ، …) ، فهؤلاء هم القريبون بتماس لصيق مع هموم المواطن وتظلماته ، وهم الأدرى باحتياجاته اليومية من خدمات إدارية مباشرة ،
ثم إن العملية الديموقراطية و ماتفرزه من نواب للأمة و منتخبين ومستشارين محليين تحتم على هؤلاء أولا وقبل أي مسؤول آخر التواصل مع الساكنة ورفع تظلماتها والترافع عليها ،
فبالرجوع إلى المادة 145 من الدستور الجديد ، نجد أن مهام الولاة والعمال تتمثل في : تمثيل السلطة المركزية في الجماعات الترابية ، و العمل باسم الحكومة على تأمين تطبيق القانون وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة و مقرراتها ، و ممارسة الرقابة الإدارية ، و مساعدة رؤساء الجماعات الترابية وخاصة رؤساء الجهات على تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية ، والقيام تحت سلطة الوزراء بتنسيق عمل المصالح اللآممركزة للإدرات المركزية…وأدوار أخرى…
وعليه يستشف من هنا أن دور الوالي أو العامل هو دور تمثيلي بالدرجة الأولى للسلطة المركزية ( الحكومة ) يساعده في ذلك من حيث التواصل والقرب مع المواطنين رجال سلطة معينون لهذا الغرض ، و منتخبون أيضا من المفروض أن يساعدوه بحكم دورهم التمثيلي في نقل شكايات وتظلمات المواطنين إليه ، حتى يتركوا له حيزا من الوقت في مباشرة مهام تدبيرية تقنية لا يمكن أن يحسن أدائها سواه .
السيد والي جهة فاس مكناس وفي حفل تنصيب رجال السلطة الجدد و الذي جرت أطواره بمقر عمالة فاس يوم الجمعة 16 من شهر غشت 2019 ، وجه كلمته إلى عموم رجال السلطة الجدد و حثهم على ضرورة التواصل والقرب مع المواطنين ، فهذا دورهم وهذا واجبهم ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
زهير حنفي
