لا يجادل إثنان بكون أن هاجز تغيير ملامح تدبير الشأن المحلي بالعاصمة العلمية حاضر وبقوة لذى كل الفاعلين والمهتمين وعموم ساكنة العاصمة العلمية ، خصوصا بعد انتكاسة تجربة البيجيديين بها و إخلافهم لوعود الاصلاح و التنمية التي قدموها لساكنتها .
على الساحة السياسية بفاس وبعد استقراء معطياتها بدقة و موضوعية تظهر مؤشرات هذا التغيير ، من خلال بروز فاعلين سياسيين أحرجوا كثيرا مدبري الشأن المحلي بفاس واستطاعوا خلق نوع من الاجماع حولهم ، بهدف قيادة دفة شؤون تدبير فاس مستقبلا ، وهذا مطمح مشروع يدخل في صلب و روح الحياة الديموقراطية التي تعيشها بلادنا ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .
مؤشرات هذا التغيير جاءت من أحواز مدينة فاس ومن خارجها ، عبر المعارضة الشرسة والقوية التي يخضوها النائب البرلماني رشيد الفايق لطريقة تدبير شؤون العاصمة العلمية ، فالرجل يجتر رصيدا سياسيا طويلا و يمتلك قدرا وفيرا من الدهاء السياسي و المقدرة على خوض حروب السياسة الباهظة التكلفة ، الشيء الذي قد يمكنه من جر البساط من تحت أقدام البيجيدين ليسقطهم أرضا ، بمساعدة شعور عام فيه شبه إجماع على ضرورة تغيير وجوه مدبري الشأن المحلي بفاس بواحدة أخرى.
وضع كهذا وحده لن يمكن “الفايق” من كسب هذه المعركة ، إذا لم يستعن ببعض رجالات السياسية بفاس ، من أثبتت التجربة تفوقهم في كسب المعارك السياسية بها وإسقاط الخصوم بسهولة ، ومنهم على سبيل المثال المستثمر السياحي والبرلماني “اللبار” والذي له أيضا باع طويل في هذا المجال ، فالخصم قوي ولا يمكن الاستهانة بمقدراته ، وكسب الرهان ضده يقتضي حلفا و تحالفا من درجة قوته .
فهل الصورة أعلاه تشير إلى بوادر تحالف من هذا القبيل ؟ وهل يستطيع الفايق استغلال الظرفية التي يمر منها حزب الجرار محليا وجهويا لاستقطاب “اللبار” أحد مهندسي الخريطة السياسية بفاس ؟
الوقت كفيل بكشف ما وراء هذه الصور من كواليس وما قد تسفر عنه من تحالفات .