لا حديث اليوم في أوساط الأسر المغربية إلا حديث الكتب و الأقلام و المحفظات و رسوم التسجيل ، و لا صوت يعلو عن صوت الكراس المدرسي و المعلم و الأستاذ و الفصل ، إنها معركة الدخول المدرسي قد دقت طبولها على مشارف جيوب المغاربة لتعلن بداية عهد استنزاف لها .
معركة يحتدم فيها الصراع بين طرفين ، و تنسقم فيها الأسر المغربية لإتجاهين الكل خاسر فيها في مغرب لم يضع رجله بعد بثبات على سكة الإصلاح التعليمي القويم .
أسر تهرب مرغمة لتعليم عمومي طمعا في بقاء دراهم معدودة تدفئ جيوبها الباردة ، لكنها تسقط في رذاءة تعليم هناك يبعثر كل أحلامها في تلقي تعليم جيد لأبنائها ، و أسر أخرى تحمل أبناءها جريا داخل تعليم خصوصي حتى تنقذها من رداءة الأول ، لكنها تجد في الإستقبال على باب النجاة المزعوم وحشا كاسرا يمزق الجيوب عنوة ويلتهم الأرصدة قوة ، معلنا بداية موسم جشع لا ينقطع.
إنها معركة الفوضى ، الأسر المغربية فيها ضحية تدابير حكومية غير صارمة ، أفقدت لمثل هذه المناسبات رمزيتها و حمولتها القيمية و حولتها من مواسم لبداية التحصيل العلمي المبارك لأبناء هذا الوطن إلى مواسم تنطلق فيها كل أنواع استنزاف جيوب المغاربة المنهكة أصلا .
زهير حنفي