قرر الاتحاد العام للشغالين بفاس خوض مسيرة شعبية ضخمة في الأيام القليلة المقبلة تجوب شوارع مدينة فاس الرئيسية انطلاقا من باب مقر نقابة الاتحاد العام للشغالين من وسط لافياط وصولا إلى مقر جماعة فاس ، وذلك ضدا على القرارات اللامسؤولة والجائرة التي يتخدها عمدة فاس ضد المدينة وأهلها – حسب تعبير المنظمين – .
المسيرة السلمية والتي يقدر أن يخوضها أزيد من5000 مشارك من مختلف القطاعات المهنية والعمالية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بفاس وعموم مناضلي المدينة والغيورين عليها ، يرى متتبعون أنها تأتي كردة فعل مباشرة ضد القرار الذي اتخده الأزمي قبل أيام والقاضي باقتطاع الراتب الشهري للسيد إدريس أبلهاض الكاتب الاقليمي للاتحاد العام للشغالين بفاس ، وحرمانه من حق التفرغ النقابي التي يتمتع بها كقيادي في نقابة أكثر تمثيلية ، وكردة فعل أيضا ضد التعسف الجائر الممارس من طرف عمدة فاس من أجل تكميم الأفواه وإسكات الأصوات الحرة المعارضة له ولحزبه ، بشكل أصبح يهدد حرية العمل النقابي ويضرب عرض الحائط كل المكتسبات العمالية التي خاضت الحركة النقابية بفاس نضالات طويلة من أجل انتزاعها .
إدريس أبلهاض وفي ندوة صحفية خص بها منابر إعلامية وطنية ومحلية ، كشف حيثيات تنظيم هذه المسيرة الشعبية ، معلنا خلالها رفع دعوى قضائية ضد عمدة فاس ضد قراره المتسم بالشطط في استعمال السلطة واستغلال النفوذ ، باسطا للرأي العام المحلي و الوطني طبيعة و خطورة الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي المشتعل بالعاصمة العلمية فاس والذي ولدته سياسة تدبير الشأن المحلي المتبعة من طرف العمدة و حزبه ، منبها في ذات الوقت إلى أن القوى النقابية الحية بالمدينة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا العبث الذي يمس السلم والأمن الاجتماعيين بفاس ، و إنما ستتصدى له بكل قوة و حزم عبر وسائل نضالية يتيحها القانون وتوفرها آليات العمل النقابي الحر والمسؤول ، من أجل صد الخطر الذي يهدد فاس ومستقبلها – على حد وصفه – ، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤوليته التاريخية في هذه اللحظة المصيرية التي تمر بها فاس .
هذا وتشير مصادر مطلعة أن المسيرة الشعبية السلمية المزمع تنظيمها بفاس في الأيام المقبلة القادمة ضد عمدة فاس ستحضى باستنفار أمني غير مسبوق نظرا للكم الهائل من القطاعات المهنية المتوقع أن تشارك فيها تحت شعار مسيرة الكرامة .