من يدفع أكثر سيحضا بالعصبة ، ومن محفظته مليئة بالأوراق النقدية سيكون له امتياز التسيير عن بعد ، إنها السياسة تدخل بمكرها ودهائها ملاعب كرة القدم بعصبة الوسط الشمالي .
لم يتورع الرابحي في إدخال العصبة هذه المتاهات السياسية الضيقة ، ولم يتردد في إعلان انضمامه لحزب التجمع الوطني للأحرار قبل أيام من انعقاد الجمع العام العادي للمكتب المسير ، في محاولة منه لجلب دعم أي جهة كانت و إن كانت على حساب صورة رياضة لم تختلط يوما بحسابات السياسة القذرة .
الرابحي والذي عمر على كرسي هذه العصبة قرابة 30 سنة ، لست ولايات متتابعة ، يعيي جيدا أن فوزه بالشوط السابع يتطلب قفزة من نوع خاص وارتماء في أحضان حزب داعم و رمية من هذا النوع الطائش ، فالمنافسة شرسة و حلبة السباق تتناثر فوق أرضيتها أوراق وملفات تفوح منها رائحة سوء تدبير وتسيب طبع المرحلة السابقة .
سؤال البحث عن الكفاءات وشعارات ربط المسؤولية بالمحاسبة لا مكان لها في أروقة عصبة الوسط الشمالي ، فالرابحي يريد تخليد هذا المنصب أو ربما توريثه لأولاده و أحفاده ، غير مكترث بأن مغربا جديدا في طور النشأة و أن البقاء في المسؤولية هو بقدر ما تقدمه لها من عطاء و إنجازات ، انجازات قد لا تجد لها وجودا في الآونة الأخيرة ولو بحثت عنها بالمكبرات المجهرية ، قد تجدها فقط في مخيلة الرابحي وحده .
قرار انضمام الرابحي لحزب التجمع الوطني للأحرار في هذا التوقيت بالذات كان وبالا عليه عكس ما كان يتوقع ، التحاقه بهذا التنظيم السياسي اعتبره كثيرون محاولة منه للهروب إلى الأمام في خلط سافر منه السياسي بالرياضي والذي وإن اجتمعا يوما يفسد كلاهما معا .
الرابحي وضع نفسه بهذا القرار في موضع غير محسود عليه ، فاتحا عليه جبهة انتقادات واسعة اجتاجت وسائل التواصل الاجتماعي ، وهي الانتقادات التي قد تكون لها آثار سلبية على نتائج الجمع العادي المقبل عكس ما كان مخططا له .