نحبك يا وطني….

الحقيقة 2430 أكتوبر 2019
نحبك يا وطني….

حب الأوطان من الإيمان هكذا نتلقى في المدراس و الأزقة للجرعات الأولى من الحب لهذا الوطن الذي تراه أعيننا عظيما رغم كلتز الظروف، تتداول الأيام و يكبر معها هذا الحب و بين طياته قد يكون شيئ من الغضب عليه نتيجة أحداث أو أوضاع يعيشها الشعب، هذا أمر عادي لأن الحب هو الإيمان، الايمان يبلى كالثوب و يتجدد بالذكر، بالمقابل الحب يتجدد بالذكريات الخالدات التي لا حصر لها و لا نهاية لها، لأنها مرتبطة بالوعي و اللاوعي المغربي، منها المآسي و أكثرها افراح تدفعنا لمحبته.

اليوم و مع التطور الذي عرفه العالم نتيجة الثورة الصناعية و عالم الانترنت أصبحنا بالقوة نعيش في قرية العالم، بدون شك هته القرية تحاول أن تسلبنا حب هذا الوطن، أن تضعنا في قالبها المتطور المتجدد لنضيع فيه و تضيع مشاعرنا خاصة الوطنية، كلها نتيجة حتمية، لأن عالم المعرفة الجديد أصبح ينتهل كل الأفكار من البرامج الخالية من المشاعر و المتسلحة بالعلم و التطور، فكيف للعقل و هو ينظر إلى العالم المتقدم بهذا المنظار أن يحافظ على ذرة الحب في قلبه، لنا مثال الحي هو الأسرة في الغرب التي لم يعد للحب مكان فيها، أما الوطن هناك فتحكمه علاقة رابح رابح و ميزان القوة، إذا تغير هذا الميزان لن يعود للوطن مكان عندهم.

للأسف هناك من بني قومنا من انساق كليا وراء الركب و انبهر بالعالم الجديد و نسي أنه العالم الذي استعمرنا و قسمنا و تطور بثروتنا، نسي أن هذا الذي يعيش اليوم نشوة التقدم و التطور هو الذي قتل الأجداد و سب النساء و هتك الأعراض، و هو نفسه اليوم الذي يحاصرنا في كل المناحي أهمها المعرفة و اهم منها معرفة التاريخ، لنعرف من نحن؟ من نكون؟ ما هي حدودنا؟ كيف كنا؟ و لماذا نحن اليوم على هذا الحال؟.

إن استقراء التاريخ و فهم تحولات و التطورات التي عرفها المغرب خاصتا بعد الاستقلال، ستمكننا لا محال من فهم موقعنا في هذا العالم الذي يتحرك بسرعة و بدون مشاعر، ستتمكن من معرفة أن الإنجازات التي حققها الأبطال لم تكن سهلة أو يسيرة، سنعلم أن الرجال الذين كتبوا تاريخ المغرب الجديد لم يخطوه بدون مشاعر، لأنهم يعلمون يقينا أن الثروة الحقيقية لهذا الوطن هي حب الوطن.

حب الوطن كما أصله الملك المغفور له الحسن الثاني مخاطبا الشعب أنه بعد الله و الرسول يحب الشعب، و الشعب هو روح الوطن، نفس الحب قدمت من أجله أرواح شهداء الإستقلال و شهداء حرب تحرير الجنوب و أيضا شهداء التقدم الديموقراطي المؤسساتي لهذا الوطن

هو نفس الحب اليوم الذي نتشارك فيه كمغاربة، تختلف دراجات هذا الحب من شخص لآخر و من منطقة لأخرى، و يتغير بحسب الضروف لكنه موجود و لا ينكره إلا جاحد أو غافل، هذا الجاحد عليه أن يعلم امرا مهما أن الوطن أكبر من الأشخاص الذي يسيؤن إليه و نحمله مسؤولية ذالك، الوطن أكبر من السياسين و الاقتصادين، الوطن أعمق من الأحزاب الجمعيات و المؤسسات، الوطن هو الهوية و الكينونة لكل مواطن مغربي لهذا حبه و الدفاع عنه فرض عين و من تخلف عنه أو رفضه فقد كفر و ارتد بالوطن و عليه فمكانه بداخله حرام عليه.

مغربي يحب وطنه

أسامة الجناتي

Breaking News