في دراسة حديثة، ومفاجئة، توصلت البحوث، والتجارب في الصين، إلى وجود عقار صُمّم في الأربعينيات من القرن الماضي، من شأنه محاربة وباء “كورونا”، المميت، والذي يهزّ العالم اليوم، ويؤرق حكومات الدول، وشعوبها خوفاً، وترقباً.
واكتشف الباحثون الصينيون أن العقار، الذي يُدعى كلوروكين (Chloroquéne)، يُحبِط العدوى بفيروس “كورونا” الجديد بشكل فعال داخل المختبر، كما يظهر نشاط تحوير المناعة، الذي قد يعزز تأثيره المضاد للفيروسات في الجسم الحي، ويتم توزيعه، بعد تناوله، على نطاق واسع داخل الجسم كله، بما في ذلك الرئتين.
ويُباع كلوروكين تحت أسماء تجارية مختلفة، منها اسمان معروفان داخل المغرب، ويُستخدَم عادة ضد التهاب المفاصل الروماتويدي، والملاريا، والذئبة لخصائصه المضادة للالتهابات.
وحسب باحثين في مستشفى جامعة تشينغداو الصينية، فإن الكلوروكين، اختبِر بنجاح على أكثر من 100 مصاب في أكثر من 10 مستشفيات في ووهان، وجينغتشو، وقوانغتشو، وبكين، وشانغهاي.
وحسب معطيات حول ما إذا كان دواء الـ”كلوروكين” موجوداً في المغرب، فإن العقار الذي تم ترشيحه في الصين لمحاربة فيروس “كورونا” الجديد، معروف داخل المملكة من خلال اسمين تجاريين مختلفين، يُعدّان من أشهر عائلات الدواء، الذي ظهر خلال الحرب العالمية الثانية، لمحاربة الملاريا، والمرض الطفيلي الأكثر انتشاراً في العالم.
أما الاسم التجاري الأول، حسب صيدليين، تواصل معهم “اليوم 24″، فإنه نيڤاكين (Nivaquine)، الأرخص سعراً، إذ يبلغ سعره 12 درهماً مقابل 100mg، إلا أنه غير متوفر حالياً لدى شركات الأدوية في المغرب.
وبالنسبة إلى الاسم التجاري الثاني لدواء كلوروكين، فهو بلاكنيل (plaquenil)، وهو منتشر بكميات وفيرة في صيدليات المغرب، ويبلغ سعر العلبة الواحدة 200mg 51 درهماً.
وعلى الرغم من إثبات نجاح الدواء المذكور في علاج 100 صيني، إلا أن رئيس قسم الأمراض المعدية والاستوائية في مستشفى “أفيسين” الفرنسي يحذر قائلا “لا يمكننا القول باستخدام الكلوروكين الآن لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، حتى لو كنا نعرفه جيداً”.
وفي انتظار ما ستعلنه منظمة الصحة العالمية، علق المختص في الأوبئة بمعهد باستور، أورونو فونتاني: “لقد أخبرنا للتو أنه يقصر من مدة إيجابية الاختبارات، وربما شفاء المرضى، لكن هذه المعلومات غير كافية في الوقت الحالي”.
وقال مدير المعهد المتوسطي لمكافحة الأمراض المعدية في مرسيليا الفرنسي، ديديه راؤول، إن الأطباء يعرفون هذا الدواء جيدا، وجرعاته، وكل شيء عنه، مضيفاً أنه كتب مع أحد المتعاونين معه، قبل عشر سنوات، أن الكلوروكين ربما يكون دواء المستقبل فيما يخص العدوى الفيروسية.
وذكر الطبيب الفرنسي نفسه أن عدد الذين تناولوا الكلوروكين، المعروفة وظيفته بدقة، يعد بالمليارات، مشيراً إلى أنه ينبغي فقط تعديل مقدار الدواء في كل مرة لكل مريض، حتى لا تكون هناك أعراض جانبية.
واستغرب راؤول مما أسماه “شيئاً من الإثارة”، إذ يتحدث البعض عن ضرورة إيجاد دواء جديد لمقاومة فيروس كورونا، اعتقاداً منهم أنهم سيحرزون جائزة نوبل للطب إذا وجدوا لقاحاً جديداً، لافتاً الانتباه إلى “أنه عندما تلاحظ عدد اللقاحات، التي تم ترويجها منذ 30 سنة، فإن فرصة إيجاد لقاح جديد لترويجه الآن تعادل الصفر.
وقارن راؤول بين عدد ضحايا فيروس كورونا المتفشي، حالياً، وعدد ضحايا الأمراض التنفسية، قبل ظهور الفيروس بالقول، إن “الأمراض التنفسية في العالم أدت إلى وفاة 2.6 مليون نسمة عام 2019، وبالتالي، عندما يقال لك إن 3 آلاف حالة وفاة يعد كارثة مقارنة بالرقم 2.6 مليون، فإنه ينبغي أن نوازن بين الأشياء، وأن توضع الأمور في إطارها”، حسب تعبيره.