جمعوية بفاس بعدما كانت تخيط أثواب النساء و تستعمل مقصها المتهالك الصدئ فيها ، ارتمت صدفة إلى عالم العمل الجمعوي متوهمة أن نفس المقص قد تستعمله كي تخيط به الجسم الجمعوي بفاس على مقاصاتها الرذيئة التي لم تكن تعجب أحدا في صنعتها الأولى .
هذه السيدة لم تستفد أبدا من حرفة الخياطة شيئا ، فهي مهنة الذوق والفن والإبداع ، فعندما إرتمت على العمل الجمعوي النبيل بفاس بقدرة قادر ظنت نفسها سيدة الجميع وأن الآخرين “متعلمات ومتعلمين” في ورشتها الصغيرة يمكن أن توجههم وتأمرهم وحتى تسبهم ، و من لم يستجب لهلوساتها المضحكة يستحق المتابعة القانونية و السجن …
أمثال هاته الجمعويات أسئن حقا للفعل الجمعوي المنزه عن أعمال الطيش و مراهقات الصبا ، العمل الجمعوي رزانة ، و بعد رؤية، وحب أولا و أخيرا للوطن .
جمعويتنا هاته تظن نفسها أن “كارط او Pass” الفاعل الجمعوي يخول لها أن تعثوا في الأرض تجبرا و تسلطا ، بل تعتقد أن هذه الصفة تخول لها أن تأمر رجال السلطة ورجال الأمن و تنهاهم بمحض إرادتها المشبعة حتى النخاع بالغرور المقيت و العجرفة المفرطة ، والتي تكشف في حقيقة الأمر طبيعة هذه السيدة التي ربما تعرضت فيما مضى لهزة نفسية أربكت كل حساباتها العقلية ،
لهذه الجمعوية أسلحة بليدة تستخدها من أجل إقناع من تخاطبهم ، فهي مرة تدعي أنها ستحوز على وسام ملكي في أقرب الآجال بعملها الذي تقدمه و مرة أخرى تعمل بطريقة “التخلويض” بين الجسم الاعلامي بمدينة فاس و مكونات المجتمع المدني النقي ، ومرة أخرى تدعي أن يدها طويلة و لها علاقات بجهات نافذة …فكل مرة تطلع بقصة جديدة أغرب من سابقاتها .
جمعويتنا هاته فضلت في هذه الأيام التفرغ من العمل الجمعوي بصفة مؤقتة بعدما أحرقت ورقتها لتستعين بالترسال الفوري الواتساب و الرسائل القصيرة و الاوديوهات ، تبث فيها سمومها التي لن تقتل أحدا سواها ، بهدف حشد الدعم و المؤازرة ضد عدو أرق نومها و كشف سرها للعلن و مازال سيستمر لأنه لم يبدأ بعد .
في الوقت الذي ينتظر فيه الوطن رجالا ونساءا يقفون صفا واحدا من أجل مواجهة تداعيات فيروس كورونا اللعين ، هناك للأسف فيروسات مازالت تعشش في أوساطنا الجمعوية تستدعي استعمال جميع أنواع المعقمات .
في الوقت الذي أبانت فيه جمعويات و جمعويون بفاس عن وطنية قل نظيرها في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا وانطلقوا بحب وطني صادق : توعية و تحسيسا و توجيها ومساعدة رفقة أبطال الوطن من رجال أمن وطني و سلطات محلية وأطباء و درك وقوات مساعدة و جيش ، في هذا الوقت بالذات هناك بعض الطفيليات التي آلفت العيش في البرك النثنة لا تريد لهذه المشاهد التي رسمها هؤلاء أن تكتمل ألوانها الزاهية ، فانطلقوا تشويشا مختبئين في وسائط التواصل الاجتماعي ينثرون سمومهم الخبيثة لأمراض أصابت قلوبهم .
هذه الجمعوية ظنت نفسها فوق الجميع بل تجاوزت كل الحدود و الخطوط الحمراء المسموح بها لتنصب نفسها آمرة ناهية على الجميع ، فقد تأمر هذا وتنهاه عن عدم الذهاب لحضور حفلة تكريم تضم جمعويين غير مناصرين ، وقد تأمر ذاك الإعلامي بلغة فضة وتطالبه بحذف مادة اعلامية من على صفحته لأنه لا يتناسب و هلوساتها المرضية ، وإلا قد تعرضه للمسائلة القانونية ، وقد تأمر ذاك و تنهى ذاك ، لأنه يخيل إليها أن الجميع خداما في ضيعتها المترامية الأطراف .
لهؤلاء نقول : العمل الجمعوي أكبر بكثير مما تتصورون و رسالته النبيلة أشرف مما تصنعون و تفعلون وتخططون ، ولكم في كثير من جمعويات و جمعويي مدينة فاس أحسن نموذج و مرشد و موجه ، ننصحكم بالذهاب إليهم وطلب علمهم ودرايتهم والتأمل في تجاربهم الطويلة و كيف استطاعوا بصمت و هدوء وتربية و حسن أخلاق أن يبصموا لعمل جمعوي تفتخر به مدينة فاس ، لكن إذا لم تستطيعوا فعل ذلك و مانظنكم قادرين عليه لأن هوس العجرفة والتكبر قد ملك عقولكم ، فننصحكم بمهنة الخياطة علها تعيد لكم رشدكم ، فهي مهنة مهدئة للأعصاب شافية للأمراض النفسية و العقلية .
سنعود للحلقة الثالثة مع يوميات البومادا الصفرا”