في ظل جائحة كورونا ، استبشر المغاربة خيرا و هم يرون تطوع أرباب فنادق و منتجعات سياحية بوضعهم هذه الوحدات رهن إشارة و تصرف وزارة الصحة لفائدة العناصر الطبية وشبه الطبية المشتغلة في تماس مباشر مع وباء كورونا ، في جو من التضامن الأخوي مع هؤلاء الأبطال ، تقديرا واعترافا بالمجهودات والتضحيات الجسام التي تقدمها الأطقم الطبية فداء الوطن و المواطنين في هذه الفترة الحرجة .
لكن في المقابل ، هناك رجال ونساء في الميدان أيضا يشتغلون صباح مساء ، في تماس هم أيضا مع وباء فتاك لايرحم ، يقفون في الصفوف الأولى لمواجهته ، معرضين حياتهم للخطر حتى لا يمس المواطن المغربي أي أذى ، بل هم الحاجز الأول الذي يحول بين هذا العدو غير المرئي وبين ملايين المغاربة ، لكن أليس من حق هؤلاء أيضا أن يستفيدو من منتجعات و فنادق تأويهم ليلا ؟ خصوصا و أن غالبيتهم قد تركوا الأهل و الأحباب بعيدا وانصرفو في معركتهم البطولية هاته فداء الوطن و المواطنين .
رجال الأمن الوطني ، وأفراد القوات المساعدة و عناصر الدرك الملكي و الجيش و أفراد القوات العمومية المرابطة ليل نهار في كل الأزقة و الأحياء و الشوارع مخافة أن ينفلت عقد الوباء و يتسرب إلى داخل المنازل و الغرف ، ألا يستحقون هم أيضا مقاما ليليا يريح أعصابهم وأجسامهم المنهكة صباحا بكثرة التوثر و عظيم الجهد ، مقاما يستعيدون من خلاله طاقتهم المهذورة صباحا ، لينطلقوا في اليوم الموالي بنفس جديد وحيوية أكثر مواصلة لمهامهم الجسيمة .
ستمر جائحة كورونا على بلدنا بسلام ، إنشاء الله ، ولن يذكر تاريخها المظلم سوى إضاءات مشرقة من قبيل أعمال التطوع مثل هاته ، فإلى ذلك الحين متى سنشهد إقدام صاحب وحدة فندقية بوضعها تحت تصرف هؤلاء الرجال الذين تركوا الأهل و الولد و العشيرة من أجلنا نحن ، مبادرات و أعمال تطوع أكيد سيصفق لها الجميع و ستكتب كسابقاتها التي ذكرنا بمداد من الفخر و الشموخ على سجل ملحمات الوطن الخالدة .