تعيش الأطر الطبية المداومة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني لحظات عصيبة هذه الأيام ، خصوصا وأن غالبية هذه الأطر ليس من حقها مخالطة أسرهم أو الذهاب إلى الأهل أو حتى زيارتهم ، مخافة نقل حالات الإصابة إليهم .
وضع مثل هذا يحتم على هذا الصنف من الأطباء و الممرضين البقاء داخل المركب الاستشفائي الجامعي وعدم مغادرته ، بشكل يرهق طاقتهم و يضعف من مردوديتهم ، في الوقت الذي تكتض به مدينة فاس بوحدات فندقية شبه فارغة ، كان من الأحرى تطوع مالكيها ومنحها لهذه الأطر بتنسيق مع وزارة الصحة ، في مساهمة وطنية خلاقة منهم في خضم هذه الجائحة كما فعل مغاربة آخرون .
فعلى سبيل المثال المنتجع السياحي “الجوهرة الخضراء ” يتوفر على أزيد من 200 سرير ، وقد عهد على مالكه أن له من المبادرات التطوعية و التضامنية الشيء الكثير ، لكن قرار إغلاقه من طرف السلطات المحلية ربما قد فوت على مالكه فرصة إقدامه على فعل تضامني مثل هذا ، و هو الذي لا يتردد في مد يد العون و المساعدة كلما أتيحت له فرصة ذلك .
و بالتالي ، ألم يحن الوقت بعد لإعادة النظر من جديد في ملف إغلاق “الجوهرة الخضراء” ، و النظر بعين العطف و الرحمة لأسر مكلومة تضررت من جراء الإغلاق ، فصاحب الوحدة الفندقية رجل وطني حتى النخاع ، معهود عليه حبه الكبير للوطن و مقدساته ، ولم يكن حتما سيتردد في هذه الفترة لوضع وحدته السياحية رهن إشارة أطر وزارة الصحة مساعدة لهم على تجاوز حالات الاستثناء التي يعيشونها .
الوطن اليوم في حاجة ماسة لأبنائه الأبرار ، و نحن هنا لا نزكي أحدا على أحد ، و كما يقول المثال المغربي الدارج ” نطويو صفحة ونبداو صفحة جديدة ” ، وعفى الله عما سلف ، و الأخطاء لن تتكرر ، و الوطن أب رحيم بأبنائه ، قد يعاقبهم إن أخطئوا لكن حتما سيتجاوز عنهم إذا رأى فيهم ذرة حب له و غيرة على مصلحته و خدمة لقضاياه .