تعيش السلطات المحلية بمدينة فاس خلال الأيام الأخيرة حالة من الاستنفار القصوى ، فبالإضافة إلى انكبابها التام و الكامل من أجل فرض تطبيق إجراءات الحظر الصحي بكل تراب فاس ، تعمل أيضا على مواكبة هذه العملية بالكثير من الإجراءات المرافقة ، بهدف حفظ صحة وسلامة الساكنة الفاسية .
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، أشرف اليوم الثلاثاء باشا منطقة سهب الورد السيد فؤاد الأزمي ، رفقة رئيس المنطقة الأمنية الأولى السيد طارق العسري على عملية “تخميلة” واسعة النطاق شملت سويقة الطاهريين و مناطق أخرى ، استبشرت بها ساكنة المنطقة خيرا ، خصوصا و أنها تأتي في ظل حالة وبائية استثنائية تمر منها البلاد ، استوجب معها اجتثات كل النقط السوداء التي قد تشكل خطرا بيئيا حاضنا للفيروس .
السيد فؤاد الأزمي باشا منطقة سهب الورد رفقة رئيس المنطقة الأمنية الأولى ، لم يفضلا الركون في مكاتبهم و منازلهم مخافة الإصابة بالفيروس ، و إنما قاما بواجبهم الوطني الذي يمليه عليهم واجبهم المهني تلبية لنداء الوطن ، معرضين أنفسهم هم و الفريق المشتغل معهم لكثير من المخاطر البيئية هناك ، خصوصا إذا علمنا أن سويقة الطاهريين تشكل بؤرة لتجمع كل أنواع القوارض الضارة المهددة لصحة و سلامة الساكنة المجاورة .
باشا منطقة سهب الورد باشر هذه العملية من خلال العتاد اللوجيستيكي المتواضع المتوفر تحت تصرفه ، واستطاع بحنكته التدبيرية المعهودة عليه التفوق على كل البراكيك و أكوام الأزبال و القراف المنتشرة في هذه المنطقة وذلك في وقت قياسي جدا ، في غياب تام لأي دعم أو مساعدة لوجيستيكية من طرف المجالس المنتخبة لمقاطعات فاس ومجلس جماعتها ، حيث لوحظ أنها فضلت توفير الكثير من الجهد و العناء وترك السلطات المحلية تشتغل لوحدها في الميدان ، ربما مخافة أن يصاب مستشاروها أو الموالون لها بالفيروس .
جائحة كورونا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أبدا ، أن المغاربة لم يجدوا في هذا الظرف الاستثنائي الحرج سوى عاهل البلاد و الذي فضل جلالته صحة وسلامة المواطنين عن الإقتصاد الوطني ، و أيضا وزارة الداخلية بمختلف إداراتها و رجالاتها الأبطال ، فهم من وجدهم المغاربة بالقرب منهم مضحين بالغالي و النفيس من أجل الذوذ عنهم ومنع الفيروس من الدخول إلى منازلهم ، بينما للأسف توارى عن الأنظار منتخبون ومستشارون فضلوا الركون و الإنزواء حتى تمر العاصفة .