يعيش عمال و مستخدموا المقهى الفاخرة “ماربيا بالاص” بفاس هذه الأيام أوضاعا اجتماعية جد صعبة ، بسبب انقطاع عملهم بعد قرار إغلاق المقاهي بالمغرب ، وبسبب أيضا عدم تمكنهم من الإستفادة من تعويضات صندوق تدبير جائحة كورونا ، رغم كونهم مقيدين بصندق الضمان الاجتماعي .
جريدة الحقيقة 24 توصلت بتصريحات صوتية في انتظار تصاريح بالصوت و الصورة من طرف العديد من ندل المقهى السالف الذكر البالغ عددهم أزيد من ثلاثين شخصا موزعين بين نادلين و بارمان و AID BARMEN ، جلهم أرباب أسر أو عائلون لعائلاتهم ، يحكون خلالها قصة معاناتهم بعد توقفهم عن العمل وأسباب رفض طلباتهم من الاستفادة من دعم الصندق سالف الذكر .
عن هذه الأسباب يشير مستخدموا مقهى “ماربيا بلاص” ، أنهم وكزملائهم المستفيدين من خدمات الضمان الاجتماعي ، و مباشرة بعد الإعلان عن تعويضات صندوق تدبير جائحة كورونا ، قاموا بتسجيل معطياتهم بالمنصة الالكترونية المحدثة لهذا الغرض ، إلا أنهم تفاجئوا برفض طلباتهم جميعا ، و عند استفسارهم إدارة الضمان الاجتماعي بذلك ، فوجئوا بأن موظفا بذات الإدارة يخبرهم أن رب عملهم مالك المقهى لم يصرح بهم بصفتهم كندل يشتغلون بمقهى و إنما بصفتهم عمالا بمخبزة ، و المخابز كما هو معلوم تم استثناء عمالها من دعم الصندوق ، بحكم أن قرار الإغلاق لم يشملها .
مستخدموا مقهى “ماربيا بلاص” بفاس توجهوا مباشرة بعد هذا الجواب الصادم لرب عملهم ، مستنكرين عليه عدم التصريح بهم كندل و إنما كمستخدمي “مخبزة” ، ليفاجئهم هو الآخر بوثائق رسمية و حجج دامغة تفيد بأن مقاولته تم التصريح لها كمقهى و ليس كمخبزة ، و أنه مصرح بهم كندل و ليسوا بنفس الصفة التي إدعت إدارة الضمان الاجتماعي – على حد رده – .
ندل مقهى “ماربيا بالاص” و أمام هذا الوضع الملتبس الذي أفقدهم حق الاستفادة من دعم الصندوق ، و أمام تأزم وضعيتهم المعيشية ، قدموا ملتمسا لإدارة صندوق الضمان الاجتماعي يطالبون فيها الإدارة المعنية بتقديم دلائل أو وثائق رسمية تفيد صحة جوابها ، على غرار ما قدمه لهم مالك المقهى ، حتى يتسنى لهم معرفة من تسبب فعلا في منعهم حق الاستفادة من هذا الدعم ، هل هي إدارة الضمان الاجتماعي ؟ أم رب العمل ؟
لكن أمام هذا الوضع المعقد الذي يشوب ملف ندل مقهى “ماربيا بلاص” ، ألا يملك مالك المقهى سبلا أنجع للتصرف وحلحلة هذا الإشكال ، خصوصا وأن الوضع الاجتماعي المقلق للعاملين هناك لم يعد يقبل المزيد من الانتظار و التسويف والتماطل ،
لنفترض جدلا أن مالك المقهى ليس له أي دخل في هذا الإشكال الطافح ، لكن أليس هو الذي معهود عليه بسجل حافل من أعمال التطوع و الخير و مبادرات التضامن ، فإلى حين أن تحل إدارة الضمان الاجتماعي هذا الإشكال ، أليس حريا به ، خصوصا في ظل هذه الظروف الصعبة ، أن يصرف تعويضات مستعجلة لندل مقهاه من ماله الخاص ، خصوصا و نحن على أبواب شهر رمضان المبارك و الكثير من هؤلاء لم تعد لهم أي مؤنة يشدون بها ضيق ذات اليد .
سنعود للموضوع بالصوت و الصورة .
