تفاجئ الرأي العام الفاسي بتدوينة فيسبوكية مثيرة للجدل ، خطها بيده أحد الأوجه الاستقلالية البارزة بفاس ، هو كاتب فرع الأندلس لذات التنظيم السياسي ، و كان يشغل مهمة مهندس جماعي في عهد شباط ، رئيسا لمصلحة الطرقات .
التدوينة الفايسبوكية الصادرة عن الاستقلالي ( م . ز ) انتقص فيها بشكل صريح الأدوار التي تقوم بها سلطات فاس ، بل شكك في جديتها ، متهما إياها بالإهمال و التقصير في ظل تعاطيها مع جائحة كورونا .
لم يكن بودنا الخوض في هذه التدوينة الطائشة لو لم يكن لصاحبها وضعه المؤثر داخل التنظيم السياسي الذي ينتمي إليه ، فالرجل يتكلم و يعي ما يقول ، كما أنه يشغل اللحظة منصبا تنظيميا حساسا في الحزب الذي ينتمي إليه ، وضع يفرض عليه الكثير من التدقيق و التمحيص و التريث قبل التفوه بأي كلمة أو إعطاء أي حكم ، أضف إلى ذلك أن الرجل عاش قدحا من الزمن يتقلب في مسؤوليات تدبيرية مهمة هنا بفاس ، و بالتالي فتدوينته كان لا بد أن تأخد على محمل الجد و الدراسة و التحليل .
الغريب في الأمر أن ( م . ز) ، اختار هذه الظرفية بالذات ليرسل هذه التدوينة الخطيرة من على صفحته ، و هو الرجل الذي يعيي جيدا التبعات القانونية المترتبة على ذلك ، خصوصا في ظل إجراءات الطوارئ الصحية المفروضة .
الخطير في الأمر أن التدوينة لم تصدر من شخص أو مواطن عادي ، بل إن لصاحبها قاعدة جماهيرية عريضة هنا بفاس ، بحكم منصبه التنظيمي داخل هيئته السياسية ، و بالتالي فالرجل و بالرغم من هذه الظرفية الحرجة التي تمر بها بلادنا و التي تستدعي رص الصفوف و توحيد الكلمة و بث روح التعبئة الوطنية في النفوس لتجاوز الظرفية بأقل الخسائر مستغلا قاعدته الحزبية لتحقيق ذلك – بالرغم من هذا كله – اختار صاحبنا أن يعكر صفو الأجواء ويبعث برسالة لم تعرف إلى حدود الساعة دوافعها الدفينة .
ففي الوقت الذي تعيش فيه مدينة فاس حالة من الاستنفار شملت كل قطاعاتها الحيوية بفعل ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا ، و هو الوضع الذي يفرض مد يد العون بدل إعمال معاول الهدم و الانتقاد ، في هذا الوقت بالضبط ، يختار هذا الزعيم الاستقلالي المحلي ضرب كل هذا بعرض الحائط و خلق نوع من الارتباك و عدم الارتياح في صفوف متتبعيه و مريديه و شبيبة حزبه ، فالكل يعلم أن سلطات فاس هي صمام أمان هذه الجائحة ، و بالتالي الضرب أو التشكيك في دورها هو تشكيك في صلاحية و جودة هذا الصمام ، و لذلك تبعات قد لا يعلم خطورتها صاحبنا أو أنه يعلم و يتعمد .