أقل من 48 ساعة هي فقط ما تفصل المغاربة عن شهر رمضان الكريم، الذي يحل هذه السنة في ظرفية طغى عليها الحجر الصحي الذي تعيشه كل المدن المغربية بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي ألزم المغاربة البيوت، وفرض عليهم التخلي عن مجموعة من العادات التي ارتبطت بالتحضير لإستقبال الشهر الكريم.
مدينة فاس، إحدى المدن المغربية التي كان لها عبر مر العصور خصوصية فريدة في استقبال شهر رمضان، حيث كانت لحلوياتها شهرة كبيرة نظرا لجودتها ولطعمها المميز منذ القدم .
هذه الحلويات كالشباكية و البريوات و الحلوى الفيلالية و سلو أو الزميتة كانت و لسنوات طويلة تصنع في المدينة العتيقة بمدينة فاس ، وتخلق رواجا كبيرا في المدينة قبل 3 أسابيع من حلول رمضان، حيث كانت تشرع هذه المحلات في تلبية طلبات زبنائها ممن يقطنون خارج العاصمة العلمية والروحية للمملكة و كذلك للأسر في ديار المهجر ، وهي أحد أبرز المظاهر التي غابت هذه السنة عن أحياء و دروب مدينة 12 القرن .
تجارة الحلويات الفاسية كانت مصدر رزق الكثير من العائلات التي كانت تنتظر حلول الشهر الكريم بفارغ الصبر، نظرا للرواج الذي يصاحب هذه الفترة من الزمن، إلا أن هذه السنة استبدلت الحركية بالصمت المطبق في كل دروب وأزقة المدينة العتيقة، وحضرت الحواجز الحديدية والسدود الأمنية، بدلا من الروائح الزكية، للحلويات التي لطالما زينت المائدة الرمضانية للأسر المغربية.
.
غياب مظاهر شهر رمضان بدت واضحة حتى في الأحياء الشعبية للمدينة، التي كانت تعرف حركية اقتصادية وتجارية ملحوظة أيام قبل حلول الشهر الأبرك، حيث كانت النساء تقبلن على اقتناء، مستلزمات تحضير الحلويات، والفطائر التي يقبل على تناولها الفاسيين خلال شهر رمضان بشكل كبير .
الحجر الصحي لم يؤثر فقط على استعدادات الفاسيين للشهر الكريم، بل وصل تأثيره إلى الحركة التجارية، حيث باتت تعاني المحلات التجارية من غياب زبنائها، وانخفض الطلب على المواد التي كانت تباع بكميات كبيرة مع اقتراب الشهر الكريم .
هذا الركود التجاري بدى واضحا على المحلات التجارية، بمنطقة الأطلس إحدى أهم المناطق التجارية في مقاطعة اكدال ، التي اشتكى أصحابها من ضعف الإقبال، والذي فسره صاحب أحد المحلات التجارية، بضعف القدرة الشرائية للمواطنين التي تأثرت بسبب الحجر الصحي وتوقف الكثيرين عن العمل.