علمت الحقيقة24 من مصادرها أن أولياء تلاميذ بعض المدارس الخصوصية بفاس تلقوا باستغراب و اشمئزاز كبيرين مطالبتهم من قبل مؤسسات التعليم الخصوصي بأداء مستحقات التمدرس التي لم تشهد أي تغيير في قيمتها رغم توقف الدراسة الحضورية بالمغرب و ما ترتب عن ذلك من تدني مهول في جودة العملية التعليمية و التربوية ، و انخفاض كبير في تحملات و مصاريف أرباب مؤسسات التعليم الخاص مع استمرار فرض السلطات لتدابير حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي.
وأكدت مصادرنا أنه رغم قرار السلطات تعليق الدراسة الحضورية إلى غاية شهر شتنبر المقبل، و الاعتماد في النتائج و الامتحانات فقط على ما سبق للتلاميذ أن تلقوه من دروس حضورية إلى غاية فرض الحجر الصحي ( و هي إشارة بليغة إلى عدم نجاح إن لم نقل فشل عملية التعليم عن بعد ) فقد وجد آباء و أولياء تلاميذ وتلميذات يتابعون الدراسة في المؤسسات التعليمية الخصوصية أنفسهم مطالبين بالاستمرار في أداء مستحقات التمدرس التي لم تعرف أي تعديل خلال فترة التعليم عن بعد.
معاناة أولياء التلاميذ مع الإبقاء على رسوم التمدرس دون تغيير، رغم أن الدراسة ليست هي الدراسة ، و التكاليف و المصاريف ليست هي هي بالنسبة للمستثمرين الخواص في التعليم الذين استفادوا من صندوق جائحة كورونا ، و رغم أن أسرا عانت و تعاني كثيرا على المستوى المالي ، و رغم ضغط تكاليف شهر رمضان الكريم ، هذه الحيثيات الموضوعية هي ما دفعت آباء و اولياء التلاميذ بالمؤسسات التي رفض أصحابها حتى الحوار معهم ، إلى تشكيل تنسيقيات ضمت مئات الآباء و الأولياء بغاية توحيد صفوفهم و طرح مشاكلهم و الدفاع عن حقوقهم المشروعة في مواجهة المطالب غير المشروعة لأرباب المدارس الخاصة.
وفي تصريحه للحقيقة24 ، أفاد والد أحد التلاميذ فضل عدم الإفصاح عن إسمه أن عملية التعلم عن بعد فاقمت من معاناة أولياء التلاميذ حيث اضطروا إلى إنفاق أموال إضافية على شراء أجهزة الحاسوب والطابعات والاشتراك في خدمة الألياف البصرية لضمان تجاوز مشاكل انقطاع الانترنت، مشيرا أنه رغم هذه المجهودات المبذولة، لم ترقى عملية التعليم عن بعد لانتظارات أولياء التلاميذ الذين اعتبروا أن عملية الاستمرارية البيداغوجية التي وفرتها مؤسسات التعليم الخصوصي لم تكن كافية.
و أفاد ذات المتحدث أنه في الوقت الذي تبذل الدولة مجهودا كبيرا للحفاظ على استقرار وضعية الأسر، خلال فترة حالة الطوارئ الصحية، وانخراط العديد من المؤسسات التعليمية المواطنة في منح تسهيلات و تخفيضات(بل و إعفاءات ) للأولياء …ها هي اليوم تطل علينا بعض مؤسسات التعليم الخصوصي التي يديرها أصحاب الشكارة البعيدين عن ميدان التعليم اللهم استثمارهم في المدارس الخصوصية لمطالبة الآباء بأداء مصاريف تمدرس أبنائهم كاملة مكمولة لأشهر أبريل، ماي و يونيو ، وهناك مؤسسات أخرى معروفة بفاس طالبت بأداء رسوم التسجيل للموسم المقبل.
و أكد المتحدث في اتصاله بالحقيقة24 أن استفزاز أرباب المؤسسات الخاصة اللامحدود والمتناغم مع جشعهم الذي عبروا عنه رسميا وهم يطالبون رئيس الحكومة بالاستفادة من صندوق الدعم الخاص بكورونا وتمتيعهم بالإعفاءات الضريبية، اعتمدوا فيه مبدأ التدرج منذ أواخر شهر مارس، انطلاقا من تذكير الأسر بمراعاة أولوية تسديد الأقساط الشهرية المعتادة وخصمها من أجورهم الشهرية، مرورا بنداءات الالتحاق من أجل الأداء، قبل أن تنصرف المؤسسات التعليمية نفسها ويقدر عددها بالعشرات على صعيد مدينة فاس ، إلى إطلاق تهديدات مجحفة للآباء بمنع أبنائهم من اجتياز الامتحانات .
وأمام هذه الوضعية الكارثية التي ستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل التلاميذ المسجلين بالتعليم الخصوصي، طالب آباء و أولياء متضررين من تدابير حالة الطوارئ الصحية، السلطات محلية و وطنية بالتدخل للضرب على أيدي المؤسسات الخاصة التي تهدد الأسر والتلاميذ و ترفض أن تحاور الآباء و الأولياء عبر تنسيقياتهم ، و استعملت تحت الضغط بعض مستخدميها و أساتذتها(يا حسرة ) التهجم على الآباء. و يذكر في هذا الصدد بأن آباء و اولياء تلاميذ بعض المؤسسات كانوا قد نظموا وقفات احتجاجية خلال شهر رمضان، و من المنتظر حسب ما علمته الحقيقة 24 من مصادرها الخاصة أن تتطور الأمور إلى أشكال احتجاجية أخرى ، قد تصل إلى اتخاذ قرار جماعي بهجرة هذه المؤسسات ،التي عرت جائحة كورونا حقيقة أصحابها ، إما إلى التعليم العمومي أو إلى مؤسسات أبانت في عز الجائحة عن مواطنتها و حسها الاجتماعي التضامني الرفيع.