الساعة تشير إلى الثامنة وخمسة وخمسين دقيقة. دقائق معدودة تفصلنا عن خطاب ثورة الملك والشعب. الشوارع المحاذية لمقر باشوية عين الشقف بإقليم مولاي يعقوب خالية من المارة، وأعين زبناء المقاهي المجاورة مصوبة نحو شاشات التلفاز المبرمجة على القنوات الوطنية التي ستنقل الخطاب الملكي السامي، ومقر الباشوية تمت تهيئته لأجل تمكين المدعوين من ساكنة جماعة عين الشقف، في إطار احترام التدابير الوقائية، من متابعة الخطاب في ظروف جيدة.
ممثلو السلطة في الصف الأمامي بلباسهم الرسمي المميز، وباقي المدعويين كل في مكانه، وكمامته على وجهه، لينطلق فجأة ذلك الصوت المميز: ” أيها المواطنون أيتها المواطنات صاحب الجلالة يخاطبكم” لينهض الجميع احتراما للنشيد الوطني.
وخلافا لخطاب العرش المنصرم، ظهر ملك البلاد، ولله الحمد، في صحة جيدة، فصوته كان قويا وحضوره مشرقا، وهو محاط عن يمينه بابنه ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن، وعن يساره شقيقه الأمير مولاي رشيد، مما يعتبر رسالة واضحة إلى مفبركي الإشاعات في الغرف المظلمة.
الخطاب ابتدأ بالنتائج الإيجابية لإدارة فترة الحجر الصحي لينتقل إلى المؤشرات المقلقة والخطيرة لفترة مابعد الحجر ويلوح بإمكانية الرجوع إلى فرض الحجر الصحي من جديد وتشديده مع ماسيصاحبه من تداعيات قاسية ونتائج كارثية على البلاد والإقتصاد والعباد، لينتهي الخطاب بالأمل وبثقة جلالته في تجاوز الأزمة دون الرجوع للخيار الأخير والمؤلم، حيث قال :
” و إني واثق بأن المغاربة، يستطيعون رفع هذا التحدي، و السير على نهج أجدادهم، في الالتزام بروح الوطنية الحقة، وبواجبات المواطنة الإيجابية، لما فيه خير شعبنا وبلادنا. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته”.
لينتهي الخطاب ويتفرق الناس، وليتناهى إلى مسامعنا صوت سبعيني وهو يهمس إلى رفيقه: ” الملك كان واضح وهضر بالحق، خصنا نجمعوا ريوسنا ونترجلوا ونحضيوا ناسنا وولادنا من هاد المصيبة ديال الفيروس وإلا غنشوفوا أيام كحلة. ياربي تهز علينا هاد كوفيد اللي مايتسمى”
هشام التواتي – الحقيقة24