أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية التابعة لمحكمة الاستئناف بالجديدة، أخيرا، قرارها القاضي بإدانة «مسخوط» والحكم عليه بالمؤبد بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد في حق أحد الأصول، طبقا للفصلين 396 و393 من القانون الجنائي.
وفي تفاصيل هذه الجريمة التي تعود وقائعها إلى يونيو 2018، ورد في محضر المركز الترابي للدرك الملكي بالبئر الجديد، أن الضابطة القضائية توصلت بخبر من عون سلطة، أكد فيه أنه تم العثور على مسنة ميتة بدوار السلاطنة الواقع بتراب جماعة المهارزة الساحل، التابعة لدائرة أزمور.
وانتقلت دورية دركية إلى المكان، وعاينت الجثة وأخذت صورا احترازية، ولاحظت وجود خدوش على ركبتيها وزرقة حول عينيها، ولم تشاهد ابنها الذي يعيش معها وهو الذي أبلغ عن واقعة العثور عليها ميتة.
وأوقفت العناصر الدركية المتهم (29 سنة) في ظرف زمني قياسي، بعدما حامت حوله شكوك قوية، سيما أنه حاول اغتصابها في ما مضى وقضى عقب ذلك عقوبة حبسية مدتها 4 سنوات سجنا نافذا وله سوابق حول الشذوذ الجنسي.
واستمعت الضابطة ذاتها للمتهم، فصرح أنه غادر منزل والدته في حدود الساعة الثالثة زوالا لمشاهدة مباراة في كرة القدم، جرت أطوارها وسط الدوار نفسه، وأضاف أنه لما عاد في المساء وجد والدته ميتة بغرفتها، فأخبر عون السلطة بذلك.
ولم تقتنع الضابطة بتصريحات المشتبه فيه، سيما أنها جمعت بعض القرائن التي تعزز شكوكها، من بينها أن الدوار المذكور لم يشهد أي مباراة في اليوم ذاته، إضافة إلى وجود خدوش وزرقة حول عيني الهالكة وآثار بول تحتها.
وطالبت الضابطة نفسها المتهم بالإدلاء بأسماء بعض اللاعبين الذين شاركوا في مباراة كرة القدم التي حضرها، فلم يتمكن من ذلك، وطلبت منه تبرير وجود الخدوش وآثار البول، فانهار وبدأ يبكي وطلب مهلة لاسترجاع توازنه ليحكي لها تفاصيل ما وقع ذلك اليوم.
وهدأت العناصر الدركية من روعه ووعدته بأن الأمور ستمر على خير، وصرح المتهم أنه بعد خروجه من السجن، طلبت منه والدته العيش معها ووعدته بمنحه مبلغ 200 درهم كل أسبوع. وأضاف أنها لم تف بوعدها وكان كثير الشجار معها حول ذلك، لأنها تجني مبالغ مالية مهمة من مهنة التسول ومن عطايا بعض المحسنين وقرر تصفيتها. ويوم الحادث عاد إلى المنزل فوجدها جالسة في بهوه، فطلب منها 150 درهما، فرفضت تلبية طلبه، فاقترب منها وأطبق على عنقها بيديه إلى أن خارت قواها وسقطت جثة هامدة.